الدروس الخصوصية .. هل انتقلت من الخيار إلى الفرض؟

mainThumb

13-09-2023 12:49 PM

printIcon

فاطمة الزهراء 

مع بداية الموسم الدراسي في المدارس وانطلاق الدراسة والواجبات في مختلف المواد، تشيع ظاهرة الدروس الخصوصية للطلبة من الصفوف الأولى وحتى الثانوية، ما جعلها أمرًا مألوفًا في المجتمع.

لم تكن ظاهرة "الدروس الخصوصية" فيما مضى شائعة بين الطلبة والأهل كأمر اعتيادي بعد الدوام المدرسي، إلا أنها باتت في السنوات الأخيرة أمرًا إجباريًا تُمليه على الأهل ظروف عديدة، ما جعل الأعباء تزداد على العائلة رغبةً منهم في دعم أبنائهم وتقويتهم في مراحلهم الدراسية على اختلافها.

المعلمة الخصوصية، منى عبد الله قالت لـ"أخبار اليوم" أنها تقوم بتدريس 20 طالبًا من أبناء الحي في مختلف المراحل الدراسية بين صفوف أولى وإعدادية، "كنت ما قبل كورونا أقوم بتدريس عدد قليل من الطلبة لا يتجاوز الأربعة، إلا أنّ العدد تضاعف وقت الجائحة والتعليم الإلكتروني، فالكثير من الأهل لا يستطيع مواكبة التكنولوجيا ومتابعة الدروس مع الأبناء وهو أمر زاد من الطلبة المسجلين في الدروس الخصوصية، وحتى الأهل من ذوي الدخل المحدود باتوا يقدّمون حصص أبنائهم على كثير من النفقات الأخرى"

وحول الأسباب لانتشار ظاهرة الدروس الخصوصية في المجتمع، ذكرت أن، "هنالك بعض الطلبة يعيشون في عائلة كبيرة لا تستطيع الأم متابعة دروس الابن، وهناك حالات لأمهات عاملات لا يسعهن الوقت لمتابعة أبنائهن، أو أن الأم في مراحل معينة لا تتقن فهم المنهاج وتدريسه لأبنائها".

وأضافت أن التحاق الطلبة بالدروس الخصوصية في بعض الأحيان بات "موضة" فالكثير من الطلبة المتفوقين تجدهم يلتحقون بدروس خصوصية لمجاراة أقرانهم.

من جانبها قالت الطالبة سما علي (السادس ابتدائي) إنها وزميلات لها لا يفهمن بشكل كبير على بعض المعلمات في مدرستهن ما جعلها تلتحق بدروس خصوصة لهذه المادة كي تستطيع الفهم والقيام بالواجبات، كما تخضع لدروس تقوية ومراجعة مكثفة قبل الامتحان.

وقالت إن عددًا كبيرًا من الطالبات في صفّها يذهبن لدروس خصوصية بعد المدرسة لمراجعة وتثبيت ما درسنه خلال اليوم.

وقال الطالب مؤيد سمير إن الأساتذة في مدرسته لا يشرحون بشكل جيد في الحصص ولا يعطون المواد حقّها، ما يجعله لا يستطيع التمكن من دروسه، ويدفعه للتسجيل في دروس خصوصية ومتابعة الكثير من المواد لدى الأساتذة الخاصين ليستطيع الحصول على معدل جيد.

وفي سياق متصل قالت المعلمة سامية عمر إن الكثير من الطلبة أصبحوا لا يكترثون للدروس داخل المدرسة لاعتمادهم بشكل كبير على الدروس الخصوصية، وهذا "قطعًا مرهق للأهل الذين يسجلون أبناءهم في مدارس خاصة ثم يضعون لهم معلمين خصوصيين، وحتى طلبة المدارس الحكومية هذا يضيف على الأهل نفقات وتعب إضافي في ظل الوضع المعيشي القائم"

ولفتت إلى أن الطلبة اليوم تكثُر أمامهم الملهيات ويحصل لهم تشتيت كبير بفعل التطور التكنولوجي والإلكترونيات التي يستخدمونها دون رقابة كافية ما يدفع للحاجة إلى تكثيف التعليم لديهم بمختلف الطرق.