أعلن المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (أونروا)، الأحد، عدم قدرته على تأكيد دفع الرواتب لموظفي الوكالة البالغ عددهم نحو 40 ألفا في الشهرين المقبلين؛ في ظل مواجهة الوكالة "أحد أكبر تهديداتها".
وقال المفوض العام فيليب لازاريني عبر برنامج "العاشرة": "نحن الآن في أيلول، ولا أدري إذا سأتمكن من دفع الرواتب من الآن حتى أكتوبر ونوفمبر" مضيفاً: "لا أعرف هل سيكون لدينا موارد كافية من الآن حتى نهاية العام ... يجب أن نبقي المدارس مفتوحة".
وأضاف لازاريني أن الوكالة تعيش أحد أكبر تهديداتها، وهي أزمة بدأت منذ فترة طويلة، وبدأت تتعمق في الفترة التي يتعمق فيها الصراع الفلسطيني والإسرائيلي.
وتعيش الوكالة منذ بداية 2020 تدفقا نقديا سلبيا، والوكالة لا تعرف إذا كانت ستنجح في تغطية نشاطاتها على المدى القصير، وهو أمر مقلق جدا للفلسطينيين ومجتمع اللاجئين الفلسطينيين، وكذلك بالنسبة إلى 40 ألف موظف والدول المضيفة، بحسب لازاريني.
ويُعقد مؤتمر وزاري في نيويورك، في 21 أيلول؛ لحشد الدعم المالي للربع الأخير من العام الحالي لوكالة أونروا، بتنظيم أردني سويدي.
وتوقع لازاريني أن يقدم المانحون تعهدات إضافية للوكالة؛ لتمكين الوكالة من إنهاء هذا العام.
"تحد أعمق"
وعبر عن أمله في توافر معلومات أفضل بعد مؤتمر نيويورك، وقال، إن الوكالة قد تنجح في إنهاء العام كما تأمل، ولكن أونروا ستبدأ العام المقبل بتحد أعمق.
وأقر لازاريني بوجود موظفي مياومة بنسبة 10-15%، وقال، إن الأزمة التي تعيشها الوكالة لا تمكن من تعيين كل شخص بشكل كامل وثابت.
وأشاد المفوض العام بدور الأردن تجاه أونروا، وقال، إن المملكة لعبت وتستمر في لعب دور كبير داعم للوكالة من أجل لفت وجذب انتباه المجتمع الدولي، وتأمين الموارد اللازمة؛ للحفاظ على أنشطة الوكالة في المنطقة.
وتحتاج الوكالة إلى ما بين 170 إلى 190 مليون دولار؛ للحفاظ على الخدمات الأساسية حتى نهاية هذا العام، بما يشمل خدمات التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية، وفق لازاريني الذي أشار إلى حاجة طارئة إلى 100 مليون دولار لإبقاء السلة الغذائية في غزة والخدمات العاجلة النقدية في سوريا ولبنان أيضا.
ودعا المفوض العام إلى تقديم المساعدات لسد الحاجات في مخيم عين الحلوة في لبنان الذي يشهد اشتباكات مسلحة.
وقال، إن نصف السكان في قطاع غزة يعيشون على المساعدات الغذائية من أونروا، كما تمثل مساعدات الوكالة الغذائية في قطاع غزة أكثر من 50% من كل احتياجات السكان.
وأشار إلى تقديم الوكالة في قطاع غزة والضفة الغربية والأردن وسوريا ولبنان، والتعليم لنحو 600 ألف طالب، وخدمات أخرى إلى مليوني شخص في المنطقة.
ولفت إلى تمكن الوكالة في ظل العديد من الظروف التي شهدتها سوريا من الاستمرار في العمل في مخيم اليرموك الذي تدمر خلال الحرب، كما تمكنت الوكالة من إعادة تأهيل المدارس في مخيم اليرموك.
أزمة سياسية
ورأى المسؤول الأممي أن الأزمة المالية هي في الواقع أزمة سياسية، وقال، إن الوكالة تعاني من الغياب الكامل لأي عملية سياسية أو أي إطار سياسي، وبسبب غياب أي عملية سياسية فإن انتباه المجتمع الدولي ليس على المستوى المأمول، وتحدث عن معاناة الوكالة من عدم الاهتمام.
وأوضح أن تمويل أونروا يعتمد على دعم الدول بدون وجود تمويل مباشر، وجهود الوكالة تهدف إلى الحفاظ على انتباه المجتمع الدولي في كل فترة.
ودعوت بأن يكون لدينا هيكل معين للفلسطينيين من أجل الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، والعام المقبل سيكون عمر الوكالة 75 عاما، و75 عاما غياب للحل السياسي، ونحن كنا يجب أن نكون منظمة مؤقتة، ولكن الخطر أن هناك تغيرات طويلة وخطيرة.
ودعا المفوض الأممي إلى حوار ينخرط فيه مجتمع اللاجئين الفلسطينيين والعمل مع المنطقة العربية والمانحين الأوروبيين والولايات المتحدة، وكل الدول المهتمة باستقرار المنطقة.
وقال لازاريني إن الهدف الرئيسي هو ضمان عدم تجاهل قضية اللاجئين الفلسطينيين وعدم نسيانها، وأشار إلى أن النقاشات الوحيدة التي تتم تركز على الأمن والاقتصاد السياسي بدون وجود مساحة للاجئين الفلسطينيين.
وتابع: "كلما تجاهلنا القضية أصبحت الوكالة تعاني من غياب أولوياتها، كما أن الوضع المالي سيستمر بالتدهور".
وتواجه الأونروا نقصا مزمنا في التمويل منذ 10 سنوات، وبدأت الوكالة هذا العام بديون بقيمة 75 مليون دولار مُرحلة من عام 2022.
وتأسست "الأونروا" في عام 1949؛ ومهمتها تقديم المساعدة الإنسانية والحماية للاجئي فلسطين المسجلين في مناطق عمليات الوكالة حتى التوصل إلى حل عادل ودائم لمحنتهم، وتعمل الأونروا في الأردن ولبنان وسوريا، وقطاع غزة، والضفة الغربية التي تشمل القدس الشرقية.
المملكة