الغيظان .. من بطلة عالمية إلى عاطلة عن العمل

mainThumb

12-09-2023 03:04 PM

printIcon

رؤى الزعبي

منشور على مواقع التواصل الاجتماعي أثار ضجة إعلامية، حزن راود كل من قرأ كلماته، شعور بالأسف وخيبة تشاركها الشباب، حول عدم تقدير كفاءات وخبرات أبناء الأردن الذين وضعوا الهجرة نصب أعينهم عقب سنوات من عدم الإنصاف أو الحصول على فرصة تقدر هذه الجهود وتستثمرها.

الدكتورة آلاء الغيظان إحدى الكفاءات التي وجهت نداء لوطنها للمرة الأخيرة للاستفادة من خبراتها وعلمها قبل مغادرتها أرضه مجبرة على البحث عن فرصة عمل تقدر هذه الجهود وتحسن استثمارها.

الغيظان حاصلة على شهادة الدكتوراة في تخصص النانو تكنولوجي وشهادة غينيس في التخصص ذاته، كما حصلت على عدة جوائز عالمية أبرزها كأس العالم في الاختراع والبحث العلمي، والميدالية الذهبية الأمريكية، وجائزة القيادة البحثية في الطب النانوي لمرض السرطان وتم ترشيحها للحصول على جائزة العرب لعام 2022، يتمحور تخصص الغيطان حول استخراج البيو ديزل باستخدام بكتيريا من الصخر الزيتي، إضافة الى استخدام هذا العلم لزيادة كفاءة الالواح الشمسية للطاقة البديلة، كما يستخدم ضد السرطانات ومرض السكري.

تحمل الغيظان الرقم واحد منذ سنوات في ديوان الخدمة المدنية ولم يتم تعيينها، لكون تخصصها من التخصصات النادرة، ما جعلها رغم تفوقها وتميزها عالميًا "عاطلة" عن العمل.

نشرت الغيظان عبر صفحتها الشخصية نداء للمراكز البحثية والجامعات عبر الوطن تعرض فيه الاستفادة من خبراتها وشهاداتها التي تحملها في المجال، لتنفع بها بلدها الأم قائلة:


لم أذق أي ثمرة من ثمار جهدي في وطني

كانت هذه العبارة التي استهلت بها الغيظان حديثها لـ"اخبار اليوم" تعبيرًا عن شعور خيبة الأمل والخذلان اللذان رافقاها  عند تسليمها جائزة عالمية في الاختراع والبحث العلمي في تونس عام 2022، وعودتها الى ارض الوطن حيث كانت تتوقع الحصول على ثمرة جهود سنين من الجهد والاجتهاد، لكن الأمر الصادم واجهها هو رفض تعيينها في احدى الجامعات الحكومية.

تقول الغيظان إن رقمها واحد في ديوان الخدمة المدنية من عام 2013، على الرغم انها حصدت على اعلى علامة في الامتحان التنافسي، حيث قامت بتعبئة أحقية التعيين في الجامعات لتقييم ذاتها حسب الدراسات والأبحاث والابتعاث التي حصلت عليها من الجامعة.

وأشارت إلى أن الجهود المبذولة من قبل الشباب الكفاءات والباحثين الذين لم يتمكنوا من استغلال علمهم وعملهم في وطنهم وهاجروا الى بلاد أخرى، كانوا خسارة لأوطانهم وهذا سبب محزن.

شغفها الذي تحلم به من سنين طوال، تطوير اساليب التعليم وتغيير أسلوب التلقين، وتشغيل الشباب في مشاريع تساوي ملايين ترصدها من الاتحاد الأوروبي والوزارات والمؤسسات، مقابل تعيينها رغم تنازلها عن مستحقاتها.

رغم الإنجاز أحلام معلقة

رغم السيرة الذاتية والمهنية التي تشهد لها، الا ان هناك بعض المغرضين والمشككين بها وبكل ما تملكه من شهادات وخبرات يتهمونها بشراء الجوائز... البعض الآخر ينصدم من عدم وضعها في المكان المناسب الذي تستحقه إلى الآن.

بدأ الشغف والتفاني بالدراسة عند الغيظان منذ عام 2000 وهي طالبة في الجامعة، وما يزال مستمرًا معها رغم كل الصعاب والتحديات التي واجهتها، لكنها اثبتت نفسها بكفاءة عالية، وذلك بمساعدتها للطلبة الذين يعانون من صعوبة في التعليم، حين كانت طالبة تدرس في الجامعة.

في شهرأيار عام 2020 وجهت الغيظان نداءً لجلالة الملك -حفظه الله- والديوان الملكي الهاشمي بتوظيفها بإحدى الجامعات "بناء على طلبها" وتم توظيفها " تكليفًا وليس تعيينًا "حسب قانون الدفاع الأردني في حينه، حيث تم تكليفها عامًا دراسيًا، "على أمل التعيين الرسمي" ولكن في عام 2022 انقلبت الموازيين وتم رفض تعيينها، على حد قولها

"إذا بلدي خذلتني... أنا لن أخذل بلدي"
"انا سأنفق في بلد الهاشميين... المملكة الأردنية الهاشمية لن تظلم علمائها" كانت هذه الجملة من احدى المقابلات التلفزيونية العربية، ولم أذكر انني متعطلة عن العمل وأبحث عن عمل في بلدي !

وكان نداؤها الأخير تعبيراً عن حزنها الذي ملأ قلبها، وصفت حزنها بكلمات موجعة "انا اقدم للوطن مثلي مثل العسكري الذي يستشهد في المعركة، انا اعتقد انني استشهدت، انا نزلت ندائي الأخير وهذا فعلاً الأخير، كل طاقتي استنزفت دون أي جدوى، ولا انسى خيبات الامل والعطاء دون مقابل والشعور بالحسرة وما باليد حيلة، وصفت حالها بخيبة الأم التي تعبت في تربية أبنها سنين ومات"


تساؤلات عديدة تجول في بال الشباب الذي لم تقدر مواهبه داخل بلاده، ما الذي يدفع للبقاء في مكان لا يلبي طموحه ولا يعزز إنجازه ولا يحتفي به بعد جده واجتهاده كان آخرها نداء آلاء الذي كان القطرة التي أفاضت كأس الشباب المتضامن معها.

وكان ختامها برسالة للشباب الطموح المجتهد بكلمات توصل صوتها بضرورة السعي وراء احلامهم وشغفهم، وأكدت على وعيهم وادراكهم على ماذا يريد وماذا يمكن ان ينجز في حياته العلمية والعملية.