سائقو "التاكسي الأصفر" يتحدثون عن تعرضهم للاحتيال والابتزاز

mainThumb

12-09-2023 11:12 AM

printIcon

معتز حجاحجه (متدرب)

في ظل الظروف المعيشية الصعبة ينطلق سائقو التاكسي بداية كل صباح في جولات قد لا تنتهي قبل ساعات المساء المتأخر لتأمين "ضمان التاكسي" وجني مبلغ يستطيع به رب المنزل توفير حاجيات ذلك اليوم وما يتطلبه بيته وأبناؤه.
إلا أن هذا "السيناريو" المعتاد لا يسير دومًا حسبما يُخطط له، فقد انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة "الاحتيال" على سائقي التكاسي، بمختلف الطرق وشتى الوسائل ما يجعل سائقي التاكسي في قلق وترقب مما قد يواجههم أثناء رحلاتهم "مع الركاب".

سائق التاكسي محمد عابد (اسم مستعار) قال لـ"أخبار اليوم" إنه يعمل يوميًا من بداية النهار إلى ساعات متأخرة من الليل ليستطيع كسب لقمة عيشه، مبيّنًا أنه تعرض قبل شهر لعملية احتيال من قبل أحد الركاب الذين أقلهم في عمان، يقول: "ركبت معي امرأة وطلبت التنقل لأكثر من مكان ما جعل جولتنا في عمان تتعدى الساعة ونصف وكان الرقم في العداد نحو 9 دنانير، وعند وصول المكان الأخير قامت بفتح الباب وانطلقت هاربة لتدخل إحدى المباني، ولم أستطع فعل أي شيء حيال ذلك"
وأضاف "هذا الأمر سيئ جدًا ومهما اشتكيت لن يعود لي الحق، هذه مشكلة كبيرة إن لم نجد لها حلًا"
من جانبه اشتكى السائق محمد ربحي (اسم مستعار) إنه تعرض لموقف مشابه حيث أبلغ الشرطة بالأمر إلا أن الراكب كان قد لاذ بالفرار ولم يستطع اللحاق به، قائلًا: "نحن نعاني في سبيل توفير البنزين وضمان المركبة ولقمة عيش أطفالنا وقد تعرضت لحالات عديدة مثل هذه، وهروب عدد كبير من الركاب عن دفع الأجرة، وهذا أتعبنا في مهنتنا"
ومن جانب آخر اشتكى السائق سامر علي "اسم مستعار" من تعرضه للابتزاز من قبل ركاب استقلوا سيارته وطلبت منه الفتيات إيصالهن إلى مكان محدد، وإن لم يقم بذلك "فسيقمن باتهامه بالتحرش أمام الناس" ما يجعله يوضع في موقف سيئ "لم يستطع التعامل معه على حد قوله".
أصبحت مهنة سائق الأجرة مهنة لكل شخص ليس لديه عمل، إلا أن هذا الأمر لا يخلو من المعوقات مثل كثرة أعداد السيارات والازدحامات الخانقة وارتفاع أسعار البنزين، ناهيك بالمشكلات التي تقع للسائقين مع الركاب.

مهنة سائق التاكسي في المنظور الاجتماعي الأردني كانت من أفضل المهن من جانب الدخل الشهري المرتفع بسبب قلة عدد السيارات وارتفاع أجور النقل، حيث كان من الطبيعي أن يعمل مدرسون ومهندسون ومثقفون في فترة ما بعد الظهر من خلال سيارات الأجرة (التاكسي)، أما الآن فلم تعد كالسابق، كما كثرت فيها المشاكل وعمليات الاحتيال.
وأصبحت النظرة لممتهنيها "اجتماعيا" نظرة سلبية، فهنالك اعتقاد خاطئ لدى المجتمع بأن الكثير من سائقي التاكسي يسببون مشاكل للركاب أو يعاملونهم بأسلوب غير جيد، إلا أن الكثير يغفلون ما يتعرض له سائق التاكسي من مشاكل وحوادث من الركاب قد تحرمه أجرة يومه.