يقف 16 طالبًا و5 معلمين صامدين في مدرسة يانون الأساسية في نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، أمام محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلية ومستوطنيها تشريدهم منها والاستيلاء عليها.
ويواجه الطلبة تحديات كبيرة في الوصول إلى مدرستهم الصغيرة، أبرزها هجمات المستوطنين التي لا تتوقف عليهم، إضافة إلى حواجز جيش الاحتلال التي تغلق الطرقات من ساعات الصباح الأولى بشكل متعمد، لعرقلة وصولهم إلى مكان تلقيهم العلم.
وعلى الرغم من كل معيقات الاحتلال، إلا أن الطلبة وبجهود مدرسيهم يواصلون فتح المدرسة في كل صباح ورفع العلم الفلسطيني، والانتظام بالدراسة حتى انتهاء الدوام الرسمي لهم. وتتواجد المدرسة في قرية يانون جنوب شرق مدينة نابلس، وتبلغ مساحتها 16,450 دونمًا، واستولى الاحتلال على 80% من أراضيها، بينما يستطيع أهالي القرية الوصول إلى 10% من أراضيهم بعد إجراءات صعبة.
وتحيط قرية يانون بؤر استيطانية امتداد لمستوطنة "إيتمار"، فمن الجهة الغربية للقرية بنيت البؤرة الاستيطانية "جيفعات عولام افري آران"، ومن الجهة الشمالية "جدعينيم" ومن الشرق بؤرة "777". ويؤكد المعلم في مدرسة يانون أحمد صلاح أن المدرسة تشكل أبرز التحديات والعقبات أمام محاولات المستوطنين الاستيلاء على كل المنطقة.
ويوضح صلاح في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن مساحة المدرسة تبلغ نحو 200 متر مربع، وتقدم التعليم للمرحلة الأساسية من الصف الأول حتى الصف السادس، وفيها 5 معلمين و16 طالبًا فقط، ويتلقون تعليمًا كافيًا، إذ يحصل كل طالب على حقه الكامل في الدراسة بسبب قلة عددهم. ويقول: "نتواجد في المدرسة من أجل الصمود وإثبات وجود الفلسطيني في هذه المنطقة التي يتواجد بها مستوطنات ومستوطنون بشكل كبير".
ولفت إلى أن المدرسة وإدارتها ومعلميها يقدمون كامل الدعم للطلبة، ويوفرون حافلة تنقلهم من بيوتهم إليها وإعادتهم، كنوع من دعم صمودهم وتحفيزهم للوصول إليها، مشيرًا إلى أن الطلبة يشكلون صمودًا كبيرًا من خلال التواجد كل يوم في المدرسة والبقاء في دوام كامل، خاصة أن المنطقة المحيطة بها تتعرض للاستيطان والاستيلاء من سلطات الاحتلال.
وأضاف أن جيش الاحتلال يضع دائمًا الحواجز العسكرية في الطرق المؤدية إلى المدرسة، لمنع وصول الطلبة إليها، رغم قلة عددهم، لكنهم يصلون بشتى الطرق.
ويوضح أن إدارة المدرسة تلجأ في بعض الأيام إلى تحويل الدراسة إلكترونيًّا حين تكون الأوضاع الميدانية صعبة، وخاصة مع تصاعد هجمات المستوطنين، بعد الرجوع إلى وزارة التربية والتعليم والتشاور معها في القرار.
بدوره، يؤكد منسق لجنة مؤسسات وفعاليات نابلس غسان حمدان، أن قرية يانون المحاطة بالمستوطنات من كل اتجاه تواجه تحديات ومضايقات كبيرة من سلطات الاحتلال، تتمثل في منع الأهالي من استخدام أراضيهم للرعي والزراعة. ويقول حمدان لـ"فلسطين": وجود مدرسة يانون في تلك المنطقة، مع العدد القليل جدًّا من الطلبة والمدرسين يشكل تحديًا كبيرًا، ويعزز صمود المواطنين في مواجهة المستوطنين، مؤكدًا أن المدرسة بحاجة إلى دعم معلميها وطلبتها، وتشجيع العائلات على العيش في المنطقة وإرسال أولادهم إليها. وعدّ قرية يانون من أهم الأماكن في نابلس، إذ يوجد فيها نبع للمياه، داعيًا إلى تعزيز صمود المواطنين في المنطقة وعدم تركها للمستوطنين.
فلسطين أونلاين