الأخطاء الفردية والوهن الدفاعي يتقدمان أسباب خسارة "النشامى" التاريخية

mainThumb

09-09-2023 12:53 AM

printIcon

حمل عدد من المتابعين والمراقبين، اللاعبين الجزء الأكبر من الخسارة الكارثية للمنتخب الوطني لكرة القدم أمام المنتخب النرويجي (6-0) أول من أمس، في المباراة الدولية الودية التي أقيمت على أرض الأخير.
وقدم لاعبو المنتخب الوطني أداء هزيلا زاد من مرارة الخسارة التاريخية، والتي كانت الأولى تحت قيادة المدرب المغربي الحسين عموته، الذي فشل في اختباره الأول رغم تسلمه المهمة مؤخرا، علما بأنه قاد تدريبات الفريق بالعدد الكامل من اللاعبين في حصتين تمرينيتين فقط.

وكانت الجماهير تعول على انعكاس تألق عدد من اللاعبين مع أنديتهم، على المنتخب الوطني، ومنهم نجم مونبيليه الفرنسي موسى التعمري، إلا أن الرياح جرت بما لا تشتهي سفن المنتخب، الذي تلقى 4 أهداف في الشوط الأول، ما دفع أصحاب الأرض للعب بجدية أقل في الشوط الثاني من المواجهة.
وتعد هذه الخسارة الأكبر في تاريخ المنتخب الوطني إلى جانب خسارته بالنتيجة ذاتها أمام منتخب اليابان بالعام 2012 في تصفيات كأس العالم، وفي العام 1984 أمام الصين في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس آسيا.
وتسببت الأخطاء الفردية من دفاع المنتخب وحارس المرمى يزيد أبو ليلى، في استقبال أهداف يمكن أن يتم إيقافها لو تم اتخاذ القرار السليم وقتها من قبل الحارس وقلبي الدفاع يزن العرب وعبد الله نصيب “ديارا”، إضافة إلى أن “الأنانية” والفردية لدى العديد من اللاعبين، تسببت في خسارة قاسية لن ينساها الشارع الكروي،
واتجه طرف آخر من الشارع الرياضي، إلى تحميل الاتحاد مسؤولية الخسارة بسبب تغيير الجهاز الفني بإقالة المدرب العراقي عدنان حمد دون مبررات وتعيين عموتة بدلا منه، والذي لم يحمله أحد في المسؤولية، سوى طرف قليل، بسبب عدم قراءته للمباراة بالشكل المطلوب، وخيارته الفنية غير الصائبة في المواجهة.
واتضحت الحاجة الآن أكثر من أي وقت من قبل الاتحاد، إلى جلب مدرب محلي وضمه للجهاز الفني للمنتخب، من أجل معرفته بطبيعة اللاعب الأردني أكثر من المدربين المتواجدين بجانب عموته، ولتسهيل المهمة عليه.
واتجه المنتخب أمس إلى العاصمة الأذرية باكو من أجل ملاقاة منتخب أذربيجان وديا مساء الثلاثاء المقبل، في ثاني مبارياته الودية خلال فترة التوقف الدولية الحالية.
وأكد المدرب الوطني جمال محمود، أن أهداف عدة كسبها الجهاز الفني من مواجهة النرويج رغم الخسارة القاسية، مفيدا بأن عموته ورفاقه يمرون حاليا بمرحلة التعرف على اللاعبين وإمكانياتهم الفنية.
وبين محمود في حديثه لـ”الغد”، أنه من الصعب التفكير بتغيير المدرب بعد هذه الخسارة، وأن الفكرة غير واردة أبدا لدى أي طرف في المنظومة الكروية المحلية، موضحا بأن العديد من المنتخبات والفرق تتلقى خسائر كبيرة ومفاجئة في فترة من الفترات.
وأضاف: “المدرب يحتاج إلى الوقت لكي يطبق أفكاره، ولدى التشكيلة غيابات بسبب الإصابة، وتجمع المنتخب الأولمبي بالوقت نفسه بسبب التصفيات، واللاعبون على المستوى الفردي أمام النرويج كانوا بأسوأ الحالات، حيث أن جزءا منهم كان يلعب من أجل إثبات ذاته أمام عموته، ما تسبب في غياب الفكر الجماعي”.
ولفت محمود إلى أنه لا يجب تحميل اللاعبين أكثر من طاقتهم بعد هذه الخسارة، وأن لديهم قدرات تمكنهم من الظهور بصورة أفضل في التجمعات المقبلة، مشددا على أن أسلوب اللعب سيتغير في المنتخب مقارنة بالطريقة التي كانت مع المدرب السابق.
وأشار مدرب فضل عدم ذكر اسمه، إلى أن خيارات المدرب في المباراة كانت خاطئة بالنظر إلى طبيعة المنافس، من حيث عدم الزج بالمهاجم حمزة الدردور وأنس العوضات اللذين يمتازان بالقوة البدنية والسرعة، مؤكدا بأن أبجديات التنظيم الدفاعي مع المنتخب كانت مفقودة في ظل تواجد 3 لاعبين في منطقة الوسط، دون أن تكون لهم أدوار دفاعية واضحة.
وأوضح المدرب لـ “الغد”، أنه يجب على الجهاز الفني أن يفرض شخصيته على اللاعب موسى التعمري، والذي يعد أبرز نجم محلي في الفترة الحالية، إلا أنه يتعالى على زملائه - حسب وصفه - ويلعب لوحده، دون أن يكون للمدرب قدرة على إيقاف هذه المسألة.
وتابع: “الحارس يتحمل جميع أهداف الشوط الأول بنسبة كبيرة، والدفاع لم يكن على الموعد، والمدرب لو بيده لما خاض أول لقاء له أمام منتخب يمتلك أسماء مميزة، وهو لا يتحمل مسؤولية الخسارة على الإطلاق”.