وسائل إعلام تحظر «أوبن إيه آي» خوفاً من سرقة المحتوى

mainThumb

03-09-2023 10:08 AM

printIcon

قررت وسائل إعلام في أنحاء مختلفة من العالم حظر الوصول إلى أداة «جي بي تي بوت» لمسح صفحات الويب التي أطلقتها شركة «أوبن إيه آي» الناشئة في 8 أغسطس (آب) بغية تغذية برامجها للذكاء الاصطناعي، بعد اتهامها بـ«سرقة» محتواها.

ومن بين وسائل الإعلام التي قررت حظر «جي بي تي بوت»، صحيفة «نيويورك تايمز» وشبكة «سي إن إن» و«هيئة الإذاعة الأسترالية (إيه بي سي)»، ووكالتا الأنباء «رويترز» و«بلومبرغ». وحذت حذوها مؤسسات إخبارية فرنسية، من أبرزها «فرانس 24» و«إر إف إي» و«ميديابارت» و«راديو فرانس» و«تي إف 1».

وقالت رئيسة إذاعة «راديو فرانس» سيبيل فاي خلال مؤتمر صحافي: «هناك شيء واحد لا نتساهل معه: سرقة المحتوى»، حسبما أفادت به «وكالة الصحافة الفرنسية».

حظر نحو 10 في المائة من أبرز ألف موقع في العالم الوصول إلى «جي بي تي بوت»، بعد أسبوعين فقط من إطلاقه، وفقا لموقع Originality.ai الذي يتتبع السرقة الفكرية.

ومن بين هذه المواقع «أمازون» و«ويكي هاوي» و«كورا» و«شاترستوك». وأشار Originality.ai إلى أنه يتوقع أن تزداد نسبة هذه المواقع 5 في المائة أسبوعياً.

تقول شركة «أوبن إيه آي» على موقعها إن «السماح لـ(جي بي تي بوت) بالوصول إلى موقعكم، يمكن أن يساعد برامج الذكاء الاصطناعي على أن تصبح أكثر دقة وتحسين قدراتها العامة».

لكن الشركة الناشئة في كاليفورنيا توفر أيضاً توجيهات حول طريقة حظر هذه الأداة.

وقال لوران فريش، مدير الاستراتيجية الرقمية والابتكار في إذاعة «راديو فرانس» لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «لا يوجد سبب يجعلهم يأتون ويطلعون على المحتوى الذي نقدمه من دون مقابل».

* «تعويضات عادلة»
وحققت أدوات الذكاء الاصطناعي شعبية كبيرة العام الماضي بفضل قدرتها على إنشاء محتوى غني بالمعلومات من خلال تعليمات نصية قصيرة فقط.

ومع ذلك، تواجه الشركات التي تقف وراء هذه الأدوات مثل «أوبن إيه آي» و«ستابيليتي إيه آي» دعاوى قضائية من فنانين ومؤلفين وأشخاص آخرين يقولون إن أعمالهم سُرقت.

وقال فانسان فلوري، مدير الفضاء الرقمي في «فرانس ميديا موند»، الشركة الأم لـ«فرانس 24» و«إر إف إي»، «لقد ضقنا ذرعاً بهذه الشركات التي تحقق أرباحاً على حساب إنتاجنا».

كما أعرب مسؤولون تنفيذيون في وسائل إعلام فرنسية عن قلقهم بشأن ربط محتواهم بمعلومات مضللة، وقالوا إن هناك حاجة إلى إجراء محادثات مع «أوبن إيه آي» ومجموعات الذكاء الاصطناعي الأخرى.

وقال برتران جي، مدير قسم الأخبار في صحيفة «لوفيغارو» ورئيس مجموعة «أونلاين سيرفسز بابليشرز»: «يجب أن تحصل وسائل الإعلام على تعويضات عادلة. رغبتنا هي الحصول على اتفاقات مرتبطة بالترخيص والدفع».

* «الحفاظ على ثقة الجمهور»
وتوصلت وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية للأنباء في يوليو (تموز) إلى اتفاق مع «أوبن إيه آي» يسمح لهذه الشركة الناشئة بالاستفادة من أرشيف الوكالة الذي يعود إلى عام 1985، مقابل الوصول إلى تقنيتها وخبرتها في الذكاء الاصطناعي.

كما خصصت «أوبن إيه آي» مبلغ 5 ملايين دولار لدعم توسيع «أميريكن جورناليزم بروجكت»، وهي منظمة تدعم وسائل الإعلام المحلية.

كما عرضت على المؤسسة غير الربحية ما يصل إلى 5 ملايين دولار من الاعتمادات لمساعدة المؤسسات على تقييم تقنيات الذكاء الاصطناعي ونشرها.

وفي أغسطس (آب)، دعت مجموعات إعلامية دولية، بينها وكالتا «الصحافة الفرنسية» و«أسوشييتد برس» ومجموعة «غانيت/ يو إس إيه توداي» في رسالة مفتوحة القادة السياسيين ومسؤولي القطاع إلى تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الإعلامي.

وجاء في الرسالة: «ندعم التقدم والنشر المسؤول للذكاء الاصطناعي التوليدي، مع اعتقادنا بضرورة وضع إطار قانوني لحماية المحتوى الذي يشغل التطبيقات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي، مع الحفاظ على ثقة الجمهور في وسائل الإعلام».