الآداب التي يراعيها القارئ قبل التلاوة توجد العديد من الآداب التي ينبغي على قارئ القُرآن أن يُراعيها قبل تلاوته للقُرآن، ومنها ما يأتي:
الإخلاص؛ والمعنى أن يقصد بتلاوته وجه الله -تعالى- ورضاه، وابتغاء الأجر منه، وليس التوصل إلى غرضٍ من أغراض الدُنيا؛ كالمال، أو الجاه، أو ثناء الناس عليه، لقوله -تعالى-: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)، وقد حذر النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- من عدم الإخلاص بقوله: (من تعلَّم علمًا مما يبتغى به وجهَ اللهِ -تعالى-، لا يتعلَّمُه إلا ليُصيبَ به عرضًا من الدنيا لم يجِدْ عَرْفَ الجنةِ يومَ القيامةِ، يعني ريحَها)، وجاء في بعض الأحاديث أن قارئ القُرآن غير المُخلص في قراءته من أوائل من تُسعر بهمُ النار يوم القيامة.
الوضوء؛ فيُسن لقارئ القُرآن أن يقرأه وهو متوضئ، وقراءته للقُرآن من غير وضوء جائز، ولكنه فعل خلاف الأفضل، وفي حال عدم وُجود الماء فيجوز الإنتقال إلى التيمُم، وأمّا من كان على جنابة أو من كانت حائضاً؛ فإنه يحرمُ عليهام قراءة القُرآن، مع جواز إمرار القُرآن على قلبيهما من غير أن يتلفظا به.
السواك؛ فيُسن للقارئ أن يستعمل السواك قبل البدء بالتلاوة، فقد قال عنه النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (السِّواكُ مَطهرةٌ للفمِ، مَرضاةٌ للرَّبِّ)، واستحب العُلماء استعمال السواك قبل القراءة؛ لأن ما يخرُج من فم القارئ تدخُل في فم الملك؛ فالملك يضع فاه على فم القارئ. النظافة؛ والمقصود بها نظافة المكان الذي يُريد القارئ القراءة فيه، ولذلك استحب بعض العُلماء القراءة في المسجد؛ لأنه جامعٌ للنظافة وشرف المكان، وأمّا تلاوته في الطريق وغير ذلك؛ فهي صحية بشرط عدم الإنشغال عنها، وأمّا في الأماكن التي ينشغل بها القارئ فهي مكروهة، وأمّا الحائض فيجوز لها قراءته ولكن من غير أن تمس المُصحف؛ لأن عُذرها يمكثُ وقتاً طويلاً.
استقبال القبلة؛ فيُسن للقارئ عند قراءته للقُرآن أن يستقبل القبلة، وأن يجلس بِخُشوعٍ ووقار، وأما قراءته في الفراش أو مُضطجعاً؛ فهو جائز ولكنه خلاف الأولى. الاستعاذة؛ وهي قول: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"، لقوله -تعالى-: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)، وذهب أهل التفسير إلى أنَّ المقصود بذلك عند إرادة القراءة.
البسملة؛ وهي قول:" بسم الله الرحمن الرحيم"، باستثناء البدء بسورة براءة -التوبة-. التطيب وطهارة اللباس عند إرادة التلاوة؛ لفعل النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إذ كان يمس من طيبه عند تلاوته للقُرآن.
يُسن لقارئ القُرآن أن يتحلى بالعديد من الآداب قبل قراءة القرآن؛ كالإخلاص في تلاوته، والحرص على التطهر قبل البدء، مع استعماله للسواك، واستقباله للقبلة، وطهارة اللباس، ومس الطيب، وقراءة الاستعاذة والبسملة قبل البدء بالتلاوة. الآداب التي يراعيها القارئ أثناء التلاوة توجد العديد من الآداب التي ينبغي على القارئ مُراعاتُها أثناء تلاوته للقُرآن، ومنها ما يأتي:
استحباب التوقف عن القراءة عند التثاؤب؛ لأن العبد يُخاطب ربه ويُناجيه، وكذلك عدم العبث أو الإكثار من الحركة لغير الحاجة.
رفع المُصحف بيده أو على شيء مُرتفع، وعدم وضعه على الأرض؛ لما في ذلك من الامتهان له.
الوقوف عند آيات الوعد وسؤال الله من فضله، والوقوف عند آيات الوعيد والاستعاذة بالله من عذابه، لفعل النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- ذلك، حيث جاء في الحديث: (قمتُ معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وعلَى آلِه وسلَّمَ فبدأ فاستاكَ ثمَّ تَوضَّأ ثمَّ قامَ يصلِّي وقمتُ معَهُ فبدأ فاستَفتحَ البقرةَ لا يمرُّ بآيةِ رحمةٍ إلَّا وقفَ فسألَ ولا يمرُّ بآيةِ عذابٍ إلَّا وقفَ يتعَوَّذُ).
قراءة القُرآن بتدبُرٍ وإمعان، وأن لا يكون أكبر همهِ كثرة القراءة، مع استحضار القلب للآيات التي يقرأها، ويُكره السُرعة في تلاوة القُرآن؛ لأن ذلك مُنافٍ للتدبُر.
قراءة القُرآن بترتيلٍ وتأنٍ ولا يهذهُ هذاً كالشعر، والتغنّي بالقرآن؛ أي تحسين الصوت به عند قراءته، ويُعَدّ ذلك من الآداب المُستحَبّة عند قراءة القرآن؛ لأنّ المسلم مُطالَبٌ بالعناية بتلاوته؛ فقد جاءت الكثير من الآيات التي تحثُ القارئ على التفكُر والتدبُر أثناء التلاوة، كقوله -تعالى-: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لّيَدّبّرُوَاْ آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكّرَ أُوْلُو الألْبَابِ)، وقد كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- يُكرر الآية أكثر من مرة في بعض أحيانه. البُكاء أثناء التلاوة، حيثُ إنها من علامات الصالحين، قال -تعالى-: (إِذَا تُتْلَىَ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرّحْمََنِ خَرّواْ سُجّداً وَبُكِيّاً).
استحباب الإسرار بالقراءة إن خاف القارئ على نفسه الرياء والعُجب، وإن لم يخف على نفسه من ذلك؛ فالجهر في حقه أفضل.
من الاداب التي يحرص القارئ على مُراعاتها أثناء التلاوة:
التوقف عن القراءة أثناء التثاؤب تعظيماً للقُرآن، ورفع المُصحف وجعله في مكانٍ بعيدٍ عن الامتهان، والبكاء أو مُحاولة ذلك أثناء التلاوة، التوقف عند الآيات وسؤال الله عند آيات الرحمة والمغفرة، والاستعاذة من العذاب عند آيات العذاب، وترتيل القُرآن، وقراءته بتدبرٍ وتفكُر.
آداب عامة تتعلق بتلاوة القرآن الكريم
توجد العديد من الآداب العامة التي بنبغي على قارئ القُرآن أن يلتزم بها، ومنها ما يأتي:
الإلتزام بتعاليمه، وتحكيمه في جميع شؤون الحياة، وجاء في ذلك العديد من الآيات، كقوله -تعالى-: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).
تعظيمه وتعاهده بالحفظ والعمل به، وعدم وضع شيء فوقه، أو إعطائه لمن لا يُقدر قيمته؛ كالكافر أو الصغير غير المُميز.
القراءة باستمرار في الكُتب التي تعتني بتفسيره، وتبيين ألفاظه، وسؤال أهل الإختصاص عن معانيه، وربطه بالواقع العمليّ؛ لأن القُرآن منهجٌ للحياة.
كثرة ذكره الله -تعالى- وشُكره، والتوكل عليه، والاستعانة به، والرغبة إليه، مع الزُهد في الدُنيا. مُراقبة الله -تعالى- في جميع الأحوال، والبُعد عن المُنكرات والشهوات المُحرمة. التواضع للفُقراء، والإبتعاد عن الكِبر والعُجب، فقد جاء عن ابن مسعود -رضي الله عنه-: "أنه ينبغي لحامل القُرآن أن يُعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مُفطرون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخوضون".
ينبغي لقارئ القُرآن التحلي بأخلاق القُرآن في جميع حياته؛ كالإعتناء بأحكام القُرآن، وتفسيره، وفهم معانيه، ومُراقبة الله في السر والعلن، والبُعد عن المُنكرات والشهوات.