تُشكل الحاضنة الشعبية إحدى أهم وسائل نجاح المقاومين والمطارَدين بالضفة الغربية المحتلة في تنفيذ عمليات فدائية، وإخفاء تحركاتهم عن أعين جنود الاحتلال ومستوطنيه بعد تنفيذها. ويُعد احتضان المواطنين للمقاومين والمطاردين أحد أبرز أشكال الدعم الشعبي للمقاومة في الضفة الغربية، وفشلًا أمنيًّا لجيش الاحتلال الذي يحاول إخافة المواطنين من خلال إجراءات عقابية أو اعتقال العائلات التي تحتضن المطاردين.
وفي الآونة الأخيرة، تمكن عدد من المطاردين من الاختفاء وتفادي وصول جيش الاحتلال إليهم، بفضل دور الحاضنة الشعبية، وكان آخرهم الشاب أسامة عيسى بني فضل، منفذ عملية حوارة نابلس التي أدت إلى مقتل مستوطنَين في 19 أغسطس/ آب الجاري.
وكذلك الشهيد أشرف نعالوة، من ضاحية شويكة شمال طولكرم في الضفة الغربية المحتلة، الذي نجح في التخفي عن أنظار أجهزة أمن الاحتلال 67 يومًا، بعد تنفيذه عملية فدائية في أكتوبر 2018، أدت إلى مقتل مستوطنَين وإصابة آخر.
صمام أمان ورأى الكاتب والمحلل السياسي علاء الريماوي أن دور الحاضنة الشعبية في الضفة الغربية المحتلة يتسع ويزداد أهمية في رعاية المطاردين والمقاومين وتقديم الدعم اللازم لهم، إضافة إلى إخفائهم وحمايتهم من تعقب جيش الاحتلال.
وأشار الريماوي لصحيفة "فلسطين" إلى أن الحاضنة الشعبية برزت خلال الانتفاضة الأولى والثانية، وقد شكلت صمام أمان للمقاومين، "فقد قدم المواطنون في بعض الأوقات أبناءهم شهداء وأسرى من أجل الحفاظ على المقاومين"، مبيّنًا أنها تأتي في قمة أهميتها حاليًا في شمال الضفة تحديدًا في نابلس وجنين.
وأضاف أن أهالي الضفة الغربية يلتزمون إيواء المطاردين والمقاومين والوقوف إلى جانبهم، وذلك كجزء من شعورهم بالواجب تجاههم، وأنهم مؤتمنون بالحفاظ عليهم، رغم إجراءات الاحتلال.
وأشار إلى أن أهالي مخيم جنين شمالي الضفة أعلنوا بوضوح أن همهم الوحيد هو سلامة المقاومين، وأنهم على استعداد للتضحية حتى إن كان ذلك يعني التخلي عن منازلهم، مشددًا على أن المقاومة مستمرة ولن تتوقف مع زيادة حالة الإسناد الشعبية لها وللمقاومين.