القماطي: إقالة "المنقوش" رسالة للاحتلال الإسرائيلي أن التطبيع مع ليبيا مرفوض

mainThumb

29-08-2023 11:24 AM

printIcon

عدَّ رئيس حزب التغيير الليبي د. جمعة القماطي إقالة وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش رسالة واضحة للاحتلال الإسرائيلي أن التطبيع مع ليبيا ليس أمرًا سهلًا، وأن ليبيا بشعبها صامدة أمام محاولات التطبيع معها أو اختراقها.

وقال القماطي في حوار مع صحيفة "فلسطين": إن "إقالة وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش من الحكومة الليبية جاء بعدما لاحظت الحكومة ردة فعل الشارع الغاضبة تجاه لقائها بوزير خارجية الاحتلال إيلي كوهين في إيطاليا الأسبوع الماضي".

وشدد بأنه "لا بد أن يكون هناك ثمن للخطأ الجسيم الذي اقترفته المنقوش بلقاء كوهين، لكن يبقى السؤال هل أقدمت على اللقاء من ذاتها أم كان هناك تنسيقًا وترتيبًا مع الحكومة الليبية".

وأكد القماطي "الأمر واضح بالنسبة للشعب الليبي وغالبية الشعوب العربية بأن القضية الفلسطينية مصيرية ودينية وعقيدية وأن الأرض والمقدسات في فلسطين ثوابت وطنية ودينية ليبية لا يمكن أن تتغير".

رفض التواصل وشدد أن مواقف الأحزاب السياسية الليبية متناغمة مع ما يؤمن به الشعب الليبي برفض أي تواصل مع الاحتلال، ويعد خرقًا للثوابت الوطنية والإسلامية الليبية.

وأكد أنه لا يمكن التطبيع مع كيان يحتل الأراضي الفلسطينية ويقوم بأعمال وحشية وإجرامية عنصرية ضد الشعب الفلسطيني وينتهك المقدسات الإسلامية، ولعل حصار غزة وتجويع وقتل أهالي القطاع في الحروب العدوانية وفي مخيم جنين آخر الحلقات الإجرامية للاحتلال، فلا "يمكن أن نقبل بأي نوع من التواصل".

وحول حجم ردة الفعل الشعبية التي أعقبت اللقاء التطبيعي داخل الأوساط الليبية، لفت إلى أن الشارع الليبي بكل مكوناته قابل اللقاء بصدمة وغضب شديدين وبالإدانة والرفض.

وبشأن محاولات (إسرائيل) اختراق ليبيا، أشار لمحاولات إسرائيلية منذ عقود اختراق العالم العربي والإسلامي، واختراق ليبيا من ضمن تلك المحاولات في ظل نجاحه باختراق دول الجوار لليبيا مثل تشاد وتونس والمغرب.

وقال: إن "الاحتلال يرى أن ليبيا آخر معقل في عملية رفض التطبيع، في ظل سعيه ورغبته بالتطبيع مع كل الفضاء العربي حتى يؤمن وجوده ويصبح شرعيًا وأبديًا"، مؤكدًا أن هذا الأمر مرفوض في ليبيا. محاولات سابقة وعن المحاولات الإسرائيلية السابقة لإقامة علاقات تطبيع مع ليبيا، أشار لوجود تواصل سري في حقبة الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، ففي إحدى المرات أرسل وفدًا ليبيًا لزيارة القدس بحجة أنه "وفد حجيج ليبي" وكان يهدف لإقامة علاقات تطبيع، كما تجدد التواصل بين الاحتلال والقذافي في الثورة الليبية عام 2011 محاولًا الحصول على دعم سياسي وعسكري من أجل الصمود والبقاء في السلطة. وأكد القماطي أن هذه المحاولات الإسرائيلية لم تنقطع في العشر سنوات الأخيرة عبر شخصيات يهودية من أصول ليبية قامت بمحاولات حثيثة لإحداث اختراق إلا أن الشعب الليبي المتماسك بمواقفه كان رافضًا.

وأوضح أن أشكال اللقاءات تنوعت وكان من ضمنها ممارسة ضغوط من الاحتلال ومطالب للقاء مسؤولين بليبيا، فكان يقابل بالرفض من الحكومة الليبية لأن الأمر حساس وأي حكومة ستنجر ستقابل بعواقب وخيمة من الشارع.

وشدد القماطي على أنه طالما أن حقوق الشعب الفلسطيني منتهكة ومغيبة بالكامل، وأن الاحتلال لا يريد الاعتراف بها كالسيادة والدولة والعاصمة المستقلة ستبقى ليبيا ثابتة في مواقفها بأنه لا يمكن أن يكون هناك أي نوع من التواصل والتطبيع مع الاحتلال.

وأعلن رئيس الحكومة الليبية "عبد الحميد الدبيبة"، أمس رسمياً إقالة وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش من منصب وزير الخارجية، بعد وقفها عن العمل وإحالتها للتحقيق على خلفية لقاء أجرته مع وزير خارجية الاحتلال إيلي كوهين في إيطاليا الأسبوع الماضي.

فلسطين أونلاين