يسابق المغرب واسبانيا الزمن من أجل استقطاب الموهبة الصاعدة بفريق برشلونة الإسباني لامين يامال والحامل للجنسيتين المغربية والإسبانية، وإقناعه بارتداء قميص منتخب أحد البلدين.
ويتطلع الجمهور في المغرب، لأن تضم لائحة " أسود الاطلس'' المزمع الإعلان عنها من قبل المدير الفني وليد الركراكي يوم الخميس، اسم لامين يامال ضمن قائمة اللاعبين الذين سيخضون المباريات المقبلة برسم التصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا ساحل العاجل 2024.
وعلى الجانب الأخر، يعقد الإسبان أمالا عريضة على نجاح اتحاد الكرة الإسباني في اقناع النجم الصاعد بالانضمام إلى صفوف "لاروخا" وحضور المعسكر التدريبي الذي يقيمه المنتخب في سبتمبر القادم استعدادا للتصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أوروبا 2024.
وحتى الآن لم يحسم لامين موقفه من تمثيل هذا المنتخب أو الآخر، ولم يلوح عبر حساباته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي بالمنتخب الذي سيحمل ألوانه في الفترة القادمة.
سيرة ذاتية
لامين يامال كما يسميه الإسبان أو أمين جمال مثل ما يلقبه المغاربة هو من مواليد سنة 2007 في مدينة برشلونة، من أب مغربي الأصل وأم تتحدر من غينيا الاستوائية.
في سن الخامسة من عمره التحق الشاب بأكاديمية "لا ماسيا" التابعة لنادي برشلونة، حيث تمكن من صقل موهبته وأبان عن إمكانيات كبيرة في سن مبكرة، وتم اختياره للصعود إلى الفريق الأول مع بداية الموسم الحالي.
يعتبر أصغر لاعب يشارك في الدوري الإسباني الممتاز، وأصغر لاعب ساهم في صناعة هدف في عمر 16 عاما فقط.
لعب نجم برشلونة الصاعد ضمن صفوف منتخب إسبانيا لأقل من 19 سنة، وسبق له أن تدرج في الفئات الصغرى تحت سن (15 و16 و17 سنة).
"ميسي الصغير"
أبهر لامين متتبعي كرة القدم ونوه المختصون بالمهارات الفنية العالية التي يتمتع بها وبقدرته على صنع الفارق داخل رقعة الملعب، ومساهمته في بناء الهجمات وتسجيل الأهداف.
وقد أطلق عشاق الفريق الكتالوني على لامين عدة ألقاب من بينها "الجوهرة" و"ميسي الجديد" أو "ميسي الصغير" لتشابه أسلوب في اللعب مع "البرغوت.
يقول الإعلامي والناقد الرياضي محمد الماغودي، إن المستوى العالي والباهر الذي أبان عنه يامال داخل المستطيل الأخضر جعل تقنيي كرة القدم في العالم يتنبؤون له بمستقبل كبير في عالم المستديرة.
ويضيف الماغودي في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية"، بأن اتخاذ القرار الصائب سواء باللعب مع منتخب إسبانيا أو منتخب بلده الأصلي لن يكون أمرا سهلا بالنسبة للموهبة الصاعدة في برشلونة، نظرا لصغر سنه ورغبته في تثبيت مكانته مع فريقه الكتالوني.
المغرب أم اسبانيا؟
وبعد تألقه اللافت خلال الجولة الإعدادية لفريق برشلونة في الولايات المتحدة تأهبا للموسم الكروي الجاري والمستوى العالي الذي بصم عليه في الجولات الأولى من مسابقة الدوري الاسباني "الليغا"، تعالت الأصوات في المغرب من أجل ضم لامين يامال إلى كتيبة "أسود الأطلس"، لاسيما وأن تقارير إسبانية تحدثت عن توجيه دعوة رسمية للاعب ذو الجنسية المزدوجة لتمثيل منتخب اسبانيا، في لقاء جمعه مع موفدين من الاتحاد الإسباني لكرة القدم.
من جانبه، التقى مدرب المنتخب المغربي وليد الركراكي مع نجم برشلونة الصاعد، وهو اللقاء الذي تم في سرية تامة قبل انتشار صور على مواقع التواصل الاجتماعي لقائد أسود الاطلس ولامين في أحد مطاعم مدينة برشلونة الاسبانية.
يشدد محمد الماغودي، على أن الاتحاد المغربي لكرة القدم يبذل مجهودات كبيرة من أجل استقطاب مواهب كروية، مشيرا إلى أن حمل القميص المغربي تعد مسؤولية كبيرة لا تتم عبر ضغوطات بقدر ما تنبني على الاقتناع.
ويشير الماغودي، إلى أن الاتحاد المغربي يعالج ملف لامين منذ مدة طويلة دون ممارسة أي ضغط نفسي على اللاعب، لافتا إلى أنه في حال تفضيل لامين اللعب لمنتخب اسبانيا فيمكنه التراجع عن القرار بالاستناد إلى قانون التجنيس الخاص بـ"الفيفا" واللعب مع "الأسود".
واعتبر الناقد الرياضي، على أن النتائج التي حققها المنتخب المغربي مؤخرا وعلى رأسها الإنجاز التاريخي خلال بطولة كأس العالم قطر 2022، تعد من العوامل التي تحسب للمغرب من أجل استقطاب لاعبين ومواهب جدد