القرى الأردنية .. "ساق الله أيام زمان"

mainThumb

29-08-2023 02:09 PM

printIcon

راما منصور (متدربة)

مودة وألفة تملأ قلوب ابناء القرى الاردنية، الجار للجار في تقديم العون والمساعدة، حنين لأيام الزمن الجميل الذي يحمل في طياته كل تراحم ومودة.
في الافراح والاتراح، تجد الأهل والجيرة يدًا واحدة، من كان عنده وفاة تحدُّ القرية بأكملها احترامًا لمصابه، ومن كان عنده فرح تفرح القرية بصغارها وكبارها من ضمن "المعازيب" اي من يرحبون بضيوف فرح هذه القرية، رغم هذه البساطة لكن تحمل كل البركة.
من المُسّلمات في الحصيدة وقطاف الزيتون ان يهم كل سكان القرية كبيرهم وصغيرهم نساءهم وشبابهم للمساعدة والعونة، جلسات السمر على ابواب البيوت وكأس الشاي.
اللباس التراثي والتقليدي المحتشم لنساء القرية والذي يطلق عليه "المدرقة" الذي تلاشى في الآونة الاخيرة ومن المفترض عليه.
اليوم جفت هذه المنابع للبركة واقتحمت وسائل التواصل الاجتماعي كل عاداتنا، في الفرح (مسج مبارك )، في الترح (مسج اعظم الله اجركم) هذا التواصل انقطع ليحل محله تواصل وسائل التواصل من خلال اخر ظهور لهم ، الجار لا يعرف جاره والاقارب يعرفون صلة الرحم فقط في العيد واذا الحال ميسور (عزيمة رمضان).


أصبحت بيوت القرية عامرة فقط بكبارها، وحقولها وبياراتها متروكة للعمال مدفوعي الاجر، رحلت البركة وحل محلها الهجران، أصبحنا نأكل مما لا نزرع ونلبس مما لا نصنع.