تحت ظروف قاهرة .. نضال النساء العاملات في الاغوار من أجل لقمة العيش

mainThumb

28-08-2023 07:46 PM

printIcon

 رحمة الهرفي (متدربة) 
الأغوار - في مشهد يعكس معاناة النساء العاملات في القطاع الزراعي، اللائي يجتهدن في التغلب على الظروف القاسية التي تفرضها عليهن ظروف العمل.
تتجسد هذه القصص في نساء يتوجب عليهن الخروج في ساعات الصباح الباكر، ليبدأن يومهن في العمل تحت أشعة الشمس الحارقة، داخل البيوت البلاستيكية حيث ترتفع درجات الحرارة لتصل إلى مستويات غير معهودة.
 
تحمل تلك النساء عبء تأمين لقمة عيشهن وعائلاتهن، في ظل غياب الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي، حيث يعد القطاع الزراعي مصدر رزقهن الرئيسي.
رغم تلك الجهود الجبارة، إلا أن الأجور التي يتلقينها لا تكفي لتلبية احتياجاتهن الأساسية، إذ تنحصر بمعدل دينار ونصف للساعة، هذا الواقع القاسي يدفعهن إلى مواصلة العمل بشدة، لإعانة أسرهن وتأمين حياة كريمة لأطفالهن.
ناهيك بالتحديات الناجمة عن ظروف العمل القاسية، التي يتعرضن لها وظروف التنقل الصعبة أثناء انتقالهن من مزرعة إلى أخرى، ما يضطرهن إلى ركوب شاحنات صغيرة مكشوفة، الأمر الذي يعرض حياتهن للخطر.
 
إحدى هذه النساء، "أم محمد"، تسكن في الاغوار الوسطى تخرج من منزلها في ساعات الفجر الباكر لتواجه حرارة الشمس وتحمل عبء العمل داخل البيوت البلاستيكية، تبدأ يومها بخمس ساعات صباحًا من العمل المتواصل,
"أم لثلاثة أطفال" تمثل قصة للنضال والتحدي، فتترك أطفالها لتأمين اجرة منزلها وحياة كريمة لها ولأطفالها الطلبة المتميزين ليأتي دورهم عند العودة من المدرسة للعمل بمعدل ثلاثة ساعات مساءً.
وتحدث مالكو المزارع أيضًا، عن صعوبة توفر العمالة الوافدة بسبب فرض ارتفاع الاجور، الأمر الذي يدفعهم إلى تشغيل النساء، حيث ان أجورهن اقل من اجوار العمال الوافدين.

إن وضع العاملات في المزارع في منطقة الأغوار يحتاج إلى تدخلات فعّالة وحلول مستدامة، حيث يجب تحسين ظروف العمل وزيادة الأجور لتحقيق عدالة اجتماعية وضمان حياة كريمة لتلك النساء اللواتي يواجهن التحديات بكل إصرار.