تشكل زيادة وحشية المستوطنين واعتداءاتهم على المواطنين بمدن وقرى وبلدات الضفة الغربية المحتلة، سببًا لاشتعال الضفة وزيادة عمليات المقاومة ضد المستوطنين وجيش الاحتلال، خاصة في ظل غياب أي دور للسلطة في حماية المواطنين.
ويتوقع مراقبون أن تشهد الضفة الغربية المحتلة خلال الفترة القادمة مزيدًا من العمليات الفدائية ضد المستوطنين، والوصول إلى مرحلة الانفجار والاشتباك المباشر مع جيش الاحتلال، وانتقال عدوة المقاومة إلى كافة مدن ومناطق الضفة.
وشهدت الضفة الغربية منذ بداية العام الجاري، زيادة كبيرة في اعتداءات المستوطنين تجاه المواطنين وممتلكاتهم، حيث وثقت الأمم المتحدة في تقرير لها في بداية أغسطس الجاري، تسجيل نحو 600 هجوم للمستوطنين على الفلسطينيين.
وفي المقابل، تظهر عدد من المؤشرات على زيادة العمليات الفدائية منذ بداية العام الجاري ردًا على وحشية المستوطنين، حيث عدد المستوطنين والجنود الذين قتلوا 34، في حين بلغ عدد الذين قتلوا خلال عام 2022، 31 مستوطن وجندي.
وحسب إحصائية نشرها مركز "معطى" للمعلومات الفلسطينية، الثلاثاء الماضي، حول أعمال المقاومة في النصف الأول من عام 2023، فتم تنفيذ 6704 عمليات مقاومة في مدن الضفة الغربية، توزعت بين 841 عملية إطلاق نار، و 19 عملية طعن، و 11 عملية دهس، و 9 عمليات إسقاط طائرات استطلاع.
يرى الكاتب والمحلل السياسي، محمد القيق أن زيادة اعتداءات المستوطنين ووحشيتهم والاستيطان بالضفة الغربية المحتلة جعل المواطنين يتوجهون إلى خيار المواجهة والانتفاضة، وعدم ويقول القيق في حديثه لـ"فلسطين: "الأوضاع الأمنية بالضفة الغربية المحتلة ذاهبة باتجاه تصعيد أكبر قد يجر المنطقة إلى حالة حرب ومعركة شاملة في حالة تم تجاوز الخطوط الحمراء من قبل المستوطنين والاحتلال".
ويوضح القيق، أن الضفة تمر حالية بمرحلة جديدة من مقاومة الاحتلال ومواجهة المستوطنين. ويشير إلى أن العمليات الفدائية في زمن اليمين المتطرف في دولة الاحتلال زادت بشكل كبير، وأصبح الفلسطيني أكثر جرأة، مع تلاشي حالة الردع الإسرائيلية، وزيادة الانحدار في الامن. ويلفت إلى أن تقديرات دولة الاحتلال تؤكد أن أمن المستوطنين في خطر مع زيادة حجم المواجهة مع الفلسطينيين.
بدوره، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي، تيسير محيسن، أن ارتفاع وتيرة الإجرام الإسرائيلي ضد الموطنين سيقابل بحالة من الدفاع عن النفس من قبل المواطنين الفلسطينيين.
ويقول محيسن في حديثه لـ"فلسطين: "الحالة الثورية في الضفة الغربية والذهاب إلى محاولات جادة ومخطط لها لاستهداف الاحتلال نابع من أن الاحتلال يضرب بعرض الحائط كل حقوق الشعب الفلسطيني في ظل غياب عدالة دولية وإسناد إقليمي".
ويضيف محيسن: "المشاهد الأولى منذ تم تشكيل الحكومة الأكثر تطرفًا في دولة الاحتلال، كانت الصياغات السياسية المتطرفة لها تتمثل في محاولة السيطرة على مدينة القدس المحتلة، وزيادة الانتهاكات ضد الأسرى في السجون، والاعتداء على القرى بالضفة، وهو ما سيسهم في جعل الانفجار قريب".
ويوضح أن حكومة نتنياهو أمام مفترق طرق، حيث لن تقف مكتوفة الأيدي أمام العمليات الناجحة بالضفة الغربية، وتتحسب الذهاب إلى حرب مفتوحة مع جبهات غزة ولبنان، لذلك السيناريو الأقرب هو ذهاب الاحتلال لتوسيع عملياته بالضفة ومزيد من الاقتحامات والاعتقالات.
فلسطين أونلاين