اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الثلاثاء، 50 فلسطينيا بحملة مداهمات واقتحامات واسعة شنتها في الضفة الغربية المحتلة، تخللتها مواجهات في بعض المناطق واشتباكات محدودة، في الوقت الذي هدمت فيه سلطات الاحتلال تحت حماية قوات من الشرطة، منزلا مأهولا في مدينة اللد داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48.
وقال نادي الأسير الفلسطيني في بيان، إن قوات الاحتلال شنت حملة اقتحامات في مختلف المحافظات في الضفة الغربية، حيث تم اعتقال 50 فلسطينيا، بتهمة الضلوع في أعمال مقاومة مسلحة ضد المستوطنين وقوات الاحتلال.
وتركزت الاقتحامات والاعتقالات في قلقيلية، جنين، اريحا، الخليل، نابلس، رام الله، البيرة، طولكرم، بيت لحم وسلفيت، حيث تم خلالها اقتحام عشرات المنازل والعبث بمحتوياتها، كما تم احتجاز العشرات من الفلسطينيين وإخضاعهم لتحقيقات ميدانية.
الى ذلك، هدمت سلطات الاحتلال اليوم، بحماية الشرطة، منزلا مأهولا يعود لعائلة فلسطينية في مدينة اللد داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، بحجة البناء دون ترخيص.
وأفادت لجنة المتابعة العربية داخل الأراضي المحتلة، بأن قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية فرضت طوقا على المكان ومنعت الأهالي من الوصول إلى المنزل قبيل تنفيذ الهدم وأثنائه، مشيرة الى ان آليات السلطات الإسرائيلية وجرافاتها هدمت المنزل المأهول في حي المحطة، وهو مكون من طابقين، وتسكن فيه أسرتان من عائلة واحدة.
وأكدت اللجنة، ان هذا البيت قائم من عشرات الأعوام، ولم تتم الموافقة على ترخيصه رغم كل المحاولات في المحاكم، وفي الفترة الأخيرة، تم رفض الاستئناف الذي تم تقديمه من قبل مالك البيت.
من جانب آخر، طالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، اليوم، الهيئات والمؤسسات الحقوقية الدولية بالخروج عن صمتها تجاه جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن الصمت الدولي يشجع الاحتلال على مواصلة ارتكاب جرائمه، وآخرها استشهاد الطفل عثمان عاطف أبو خرج 17 عاماً من بلدة الزبابدة جنوب جنين.
في سياق ذلك، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن العنف الإسرائيلي المتصاعد ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته على جميع المستويات السياسية والأمنية والمالية، من خلال السرقة الشهرية للأموال الفلسطينية، لن يجلب السلام والاستقرار لأحد.
وأضاف، أن حملة الاعتقالات الكبرى التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي والتي وصلت اليوم إلى 50 مواطناً، والمترافقة مع عمليات القتل اليومية لأبناء شعبنا، والتي كان آخرها جريمة استشهاد الطفل عثمان، إضافة إلى استمرار الاقتحامات الاستفزازية للمسجد الأقصى المبارك، وتواصل إرهاب المستوطنين، كل ذلك أوصل الأمور إلى طريق مسدود وخطير.
من جهتها، طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية بتدخل أميركي ودولي عاجل لإجبار الحكومة الإسرائيلية على وقف انتهاكاتها والجلوس على طاولة المفاوضات وفقا لمرجعيات السلام الدولية، بما فيها مبادرة السلام العربية، باعتبار ذلك المدخل الوحيد لاستعادة الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأكدت الوزارة أن الحماية التي توفرها عدد من الدول الكبرى لتأمين إفلات إسرائيل المستمر من العقاب، وتدني مستوى ردود الفعل الدولية تجاه جرائم الاحتلال والمستوطنين وانتهاكهم للقانون الدولي، وغياب الإرادة الدولية لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، تشجع دولة الاحتلال على التمادي في ارتكاب المزيد من الجرائم وتخريب أية فرصة لحل الصراع بالطرق التفاوضية.