تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ونيابة عن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، يحضر الأمير بدر بن سلطان بن عبد العزيز، نائب أمير منطقة مكة المكرمة، مساء اليوم، المباراة النهائية للنسخة الحالية من البطولة العربية لكرة القدم (كأس الملك سلمان للأندية) بين الهلال والنصر، التي ستقام على ملعب مدينة الملك فهد الرياضية بمحافظة الطائف.
ولطالما كان لمواجهات الديربي بين العملاقين صداها المدوي على صعيد الكرة السعودية، لكنهما هذه المرة سيلتقيان في ديربي بنكهة عربية.
ويسعى الفريقان إلى الفوز وتحقيق اللقب في نسخة مختلفة تماماً شهدت مشاركة 16 نادياً عربياً في البطولة التي انطلقت في 20 يوليو (تموز) الماضي، وتختتم بديربي الرياض المثير.
وتأتي المباراة قبل بداية مشوار الفريقين مباشرة في بطولة الدوري السعودي، حيث سيلعب الهلال في الجولة الأولى مع مضيفه أبها، بينما يحل النصر ضيفاً على الاتفاق.
وسبق للهلال أن حقق اللقب مرتين؛ كانت المرة الأولى عام 1994، حينما تفوق على مواطنه الاتحاد 4 - 3 بضربات الترجيح بعد نهاية اللقاء بالتعادل السلبي، وجاءت المرة الثانية في العام التالي 1995 على حساب الترجي التونسي 1 - صفر.
ولم يسبق للنصر الفوز بلقب البطولة، لكن طموحات «العالمي» ستكون عالية في تلك النسخة، مع وجود نخبة من النجوم العالميين في الفريق وعلى رأسهم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو هداف البطولة برصيد 4 أهداف حتى الآن، والسنغالي ساديو ماني الذي انضم للفريق خلال سير أحداث البطولة قادماً من بايرن ميونيخ الألماني، والكرواتي مارسيلو بروزوفيتش القادم هذا الموسم من إنتر ميلان الإيطالي، والبرازيلي أليكس تيليس المنضم من مانشستر يونايتد الإنجليزي، ومواطنه تاليسكا الذي نفى رحيله عن الفريق في بيان رسمي منذ أيام قليلة.
بالإضافة إلى ذلك، يبرز اسم الفرنسي سيكو فوفانا، لاعب الوسط القادم من لانس الفرنسي، بالإضافة إلى الإيفواري كريستيان كونان، وتحت قيادة فنية للمدرب البرتغالي لويس كاسترو.
وبدأ النصر مشواره في البطولة بالتعادل السلبي أمام مواطنه الشباب في مستهل مبارياته بالمجموعة الثالثة، ثم فاز على الاتحاد المنستيري التونسي 4 - 1 وتعادل مع الزمالك المصري 1 -1، ليتأهل الفريق لدور الثمانية وصيف المجموعة برصيد 5 نقاط.
وفي دور الثمانية، واجه النصر فريق الرجاء البيضاوي المغربي وفاز عليه 3 - 1، ثم اجتاز عقبة الشرطة العراقي بالفوز 1 - صفر في الدور قبل النهائي ليضرب موعداً مع الهلال.
أما الهلال، فقد كانت مهمته صعبة في المجموعة الثانية، حيث كان مع أندية الوداد البيضاوي المغربي والسد القطري وأهلي طرابلس الليبي. وتعادل الهلال سلبياً مع أهلي طرابلس في الجولة الأولى، ثم خسر في الدقائق الأخيرة أمام السد 2 – 3، لكنه فاز على الوداد 2 – 1، ليقتنص بطاقة العبور للدور المقبل من خلال احتلال المركز الثاني برصيد 4 نقاط. وفي دور الثمانية، اصطدم الهلال بالاتحاد، المعزز بنجوم من فئة الكبار مثل الفرنسي كريم بنزيمة ومواطنه نجولو كانتي، لكنه نجح في الفوز 3 - 1، ثم كرر نفس النتيجة على حساب الشباب في الدور قبل النهائي ليتأهل لملاقاة النصر في النهائي.
وتألق سالم الدوسري مهاجم الهلال والمنتخب السعودي في تلك البطولة، وسجل 3 أهداف، وأسهمت الصفقات العالمية مثل السنغالي كاليدو كوليبالي لاتسيو الإيطالي، والبرازيلي مالكوم (القادم من زينيت الروسي) والبرتغالي روبن نيفيز (القادم من ولفرهامبتون) في تعزيز قوة الهلال بالبطولة رغم صعوبة المشوار نحو النهائي.
يذكر أن الفائز بلقب البطولة العربية سيحصل على مبلغ 6 ملايين دولار، بينما يحصل الوصيف على 5.2 مليون دولار.
من جانبه، أكد البرتغالي لويس كاسترو المدير الفني لفريق النصر على صعوبة تغيير الخطط أو التكتيكات الخاصة التي سيدخل به مواجهة النهائي، وذلك في حديثه من خلال المؤتمر الصحافي الذي يسبق المواجهة المرتقبة.
وقال كاسترو: «نحن نتدرب تكتيكياً فقط 5 دقائق وبقية الحصة التدريبية نستغلها في الاستشفاء بعد إجهاد المباريات»، مضيفاً: «نستطيع اللعب بـ3 أو 4 خطط من التشكيل الأساسي، ولو أخطأت غداً ستقولون لو لعب هذا اللاعب مكان الآخر سننتصر، ولو لعبنا بـ4 لاعبين في وسط الملعب وانتصرنا ستقولون أنت مدرب جيد، ولو لعبنا بـ3 وخسرنا ستصفونني بالمدرب (الغبي) هذه طبيعة المتابعين والإعلام والجماهير في كل مكان».
وزاد كاسترو رداً على غيابات الهلال التي تحدث بها خيسوس سابقاً: «من الطبيعي أن يشتكوا قليلاً هم لديهم مهاجمون رائعون وحارس مرمى وكل ما يتطلب لفريق كرة القدم»، ومضى في حديثه: «أنا وخيسوس أصدقاء لعبنا معاً، كان قائداً في الفريق من الممكن أن أنتصر عليه، ومن الوارد أن ينتصر عليّ، والأكيد أنني أتمنى له الخير وستكون مواجهة جميلة».
ودافع مدرب فريق النصر في حديثه عن الخطوط الخلفية، قائلاً: «لم نقبل الكثير من الأهداف دفاعياً ولكن نعرف أن الدفاع بحاجة لمزيد من التطوير، والدفاع عبارة عن 11 لاعباً، هجومياً تستطيع تسجيل الأهداف بلاعبين أو 3 ولكن دفاعياً تحتاج إلى الفريق كاملاً ولو دافعت بلاعبين ستستقبل أهدافاً».
وختم البرتغالي الذي تولى قيادة فريق النصر هذا الصيف حديثه: «في مثل هذه المعارك الحضور الذهني للاعبين مهم جداً، عندما يلعب فريقان قويان، فإن المهارات الفردية والثقة تصنع الفارق، في مرحلة المجموعات واجهنا الكثير من الأسئلة وأعطينا لها إجابات جيدة، وعندما احتجنا للانتصار نستطيع فعل ذلك، عملنا في التحضيرات إلى دراسة الفريق الخصم عن طريق الصور والفيديوهات بعيداً عن التدريبات، لأننا لا نجد الوقت لذلك، ورسالتي لفريقي مهما كان اللعب أمام أي فريق في العالم وأمام أي خصم نريد الانتصار فقط».
من جانبه، قال نواف العقيدي، حارس مرمى فريق النصر، عن مواجهة النهائي: «سعداء بوجودنا في النهائي، نسعى إلى تتويج جهودنا بالفوز والحصول على اللقب، الفريقان لديهما إمكانات عالية، وسعيد بالثقة التي حصلت عليها من المدير الفني واللاعبين».
من جهته، أوضح البرتغالي خورخي خيسوس، المدير الفني لفريق الهلال، أن فريقه لا يملك مهاجماً صريحاً، مبيناً في الوقت ذاته تقديره لجهود الثنائي البرازيلي مالكوم وعبد الله الحمدان.
وقال خيسوس، في المؤتمر الصحافي رداً على ما ذكره مدرب النصر «كاسترو» بأن مواطنه خيسوس يشتكي: «أنا لا أشتكي ولكن أقول الواقع نحن لا نملك مهاجماً صريحاً وبانتظار وصول لاعبين في خط المقدمة».
وأضاف مدرب فريق الهلال: «نهائي الغد (اليوم) هو موعد آخر إضافة للنهائيات التي خضتها في مسيرتي، وصلنا باستحقاق ونسير بأداء تصاعدي وتطور مستمر، نعرف فريق النصر جيداً والعناصر التي يملكها، سنستعد للظهور بأفضل مظهر مع احترام كبير للمنافس».
وقال مدرب الهلال في حديثه: «دائماً في النهائيات أفضل فريقين سيتواجهان يجب أن تكون الأفضل لتصل للنهائي»، مضيفاً: «هذا النهائي رقم 24 في حياتي التدريبية، وتعلمت من التاريخ والخبرة أنه لا يوجد فريق أفضل من الآخر وكل شيء قد يحدث في هكذا مواجهات».
وعن تطور الفريق، قال خيسوس: «الفريق تطور من مباراة لأخرى في هذه البطولة، سنلعب المباراة الإعدادية رقم 11 وهذا رقم يستطيع منحنا استعداداً مثالياً وجاهزية أفضل، نحن لا نملك الكثير من الوقت، بمجرد نهاية مباراة الغد سنبدأ الدوري».
واختتم البرتغالي حديثه: «سنخوض مواجهة عالمية ستعرض على كبرى قنوات العالم، أيضاً ستنقل على أكبر قناة برتغالية، يا لها من حفلة كبيرة».
من جانبه، قال علي البليهي إنه غير مهتم بمنافسهم «لا يهم مَن سأقابل»، وذلك في رد على مواجهته كريستيانو رونالدو وتاليسكا وماني، وأضاف: «أحترم جميع اللاعبين، وكما هم يملكون لاعبين كباراً نحن نملك لاعبين كباراً، ولن أواجه لاعباً أو لاعبين سنواجه 11 لاعباً، نثق كثيراً باللاعبين الموجودين، والهلال لا يتأثر بغياب لاعب أو آخر، ومن سيخلف عبد الله المعيوف سيكون على قدر عالٍ من المسؤولية وسنساعده في الملعب كما سيساعدنا هو».
واختتم البليهي حديثه: «وصولنا إلى النهائي هو أمر طبيعي، وهذه المواجهات هي تحضير لانطلاقة الدوري».