راما منصور (متدربة)- اللبن، إحدى قرى البادية الوسطى ويبدو أنهم خارج حسابات وزارة التربية والتعليم، ويظهر ذلك جليا من خلال معاناة أبنائها الدائمة في دراسة مرحلة الثانوية العامة، حيث إن هذه القرية يتواجد فيها مدرستان حكوميتان واحدة للبنين وأخرى للبنات، لكن المشكلة أنها لفرع أكاديمي واحد وهو الفرع الأدبي.
وجود هذا الفرع الاكاديمي اصبح يوجه ابناء القرية لدراسة تخصصات جامعية معينة، وذلك لعدم وجود فروع اخرى في هذه المدارس مثل العلمي والصناعي وغيرها من الفروع الاخرى، وهذا يعني ان دراسة التخصصات الجامعية في المستقبل هي بمثابة الاجبارية لابناء اللبن.
قد يقول قائل بأنهم لماذا لا يذهبون لدراسة فروع تعليمية اخرى في مدارس قريبة من القرية، وهنا يكون الجواب على لسان ابناء المنطقة، بأن اقرب مدرسة صناعية هي مدرسة سحاب التي تبعد عن اللبن قرابة 12 كم، وكذلك المدرسة الاخرى هي مدرسة مادبا المهنية التي تبعد 28 كم، فهل اصبح ابناء اللبن لدراسة فروع تعليمية اخرى ان يكونوا من طلاب رحلة الشتاء والصيف؟ لما له من تبعات عديدة عليهم، من حيث الكلفة المالية والوقت وصعوبة المواصلات من والى المنطقة، اضافة الى التعب الجسدي الناجم عن هذا الترحال الذي سيكون شبه يومي.
مطالبات عديدة من ابناء القرية الى الجهات الرسمية والنواب وكافة اصحاب الشأن، لضرورة توفير مدرسة او على الاقل فروع اخرى غير الادبي في ذات المدارس الموجودة، حيث نعلم ان اليابان قد اسست سكة حديد يسير عليها قطار من اجل طالب واحد ليدرس المرحلة الابتدائية، وبالتالي هنا نتحدث عن قرية في اطراف العاصمة على الخارطة الجغرافية، لكنها خارج اطار الخارطة التنموية او خارج التخطيط الحكومي في احتياجات ابناء هذه القرى، اللذين يطالبونهم بنفس الوقت ان يتوجهوا الى دراسة فروع اخرى منها المهنية، فكيف ندفعهم بهذا التوجه وهم لا يوجد لديهم مدرسة مهنية؟.
هذه المطالب وهذه الملاحظات على لسان ابناء المنطقة، فهل يلتقطها المسؤول ويبدأ بفتح هذا الملف الذي يرتبط بمستقبل الاجيال الحالية والقادمة؟ لأن البديل اما الاستمرار على ذات النهج، واما ترك المدرسة وهذا ما يعاني منه العديد من ابناء القرية والسبب ذكر اعلاه.