مصعب البهادله (متدرب)- الموت غرقا، لم يعد هذا المصطلح مبعثا للمفاجأة، بل أصبح الأكثر تداولا في الأغوار خلال السنوات الماضية، فبرغم التحذيرات التي تصدر من الجهات المعنية في المناطق التي تتوفر بها السدود وقتوات المياه والبرك الزراعية، إلا أن حوادث الغرق أصبحت شبه أسبوعيا، ولا سامع لكل هذه التحذيرات الرسمية وغير الرسمية.
غالبية المناطق التي تحدث بها حالات الغرق غير مخدومة بمقتضيات السلامة العامة، فلا إجراءات وقائية ولا إجراءات رقابية.
آخر حوادث الغرق كانت لطفل يبلغ من العمر 12 عاما الثلاثاء الماضي أثناء لعبه في مياه قناة الملك عبد الله بسبب درجات الحرارة العالية في منطقة "المرزة" بلواء الأغوار الشمالية.
وصرح مدير مستشفى أبي عبيدة الجراح، مؤيد الشكور إن الطفل أسعف من قبل كوادر الدفاع المدني بعد انتشاله من مياه القناة إلى قسم الإسعاف والطوارئ، وأجريت محاولات طبية لإنعاشه، لكنه كان فارق الحياة قبل وصوله إلى المستشفى.، وهذا الحادث لن يكون الأخير ما دام لا أذن تسمع للتحذيرات.
لم تكن حوادث الغرق تؤدي بحياة فرد أو فردين من العائلة، فكثير من المرات كانت حوادث الغرق تؤدي بحياة عائلة بأكملها، حيث أصبحت هذه العائلات تفقد افرادها بالجملة، ويتوفى العشرات سنويا، والسبب غياب الرقابة وغياب الوقاية وعدم وجود متنفسات للأطفال للعب فيها وتعويضهم عن العبث في القناة التي لا يوجد ادنة متطلبات السلامة الوقائية لحماية المواطنين.
برغم زيادة أعداد ضحايا الغرق إلا أن الجهات المعنية حتى اللحظة تكتفي فقد بالتحذيرات التوعوية، دون وجود إجراءات على أرض الواقع، مثل تعين أشخاصا قادرين على مراقبة تلك المناطق الشاسعة من امتداد مياه السدود والقنوات والبرك الزراعية.
وكشف أحد سكان المنطقة عن بعض الاسباب التي تؤدي الى مثل هذه الحوادث وتكرارها، مثل افتقار المنطقة للأماكن الترفيهية والحدائق وعدم وجود متنفس لهم، إلا أن الأطفال يجدون السباحة في مياه القناة متنفسا لهم وعدم إدراكهم مدى خطورة هذا التصرف وتعريض أرواحهم للخطر.
من الجديد ذكره أن طلبة المدارس خلال العام الدراسي وبعد مغادرة المدرسة يذهبون للعب في هذه القناة ما يعرض حياتهم للخطر وهو ما قد حصل في الكثير من المرات.