فاطمة الزهراء - بينما كان التفاخر في زمن مضى بالأسرة الكبيرة وكثرة الإنجاب والاعتزاز بكثرة الولد، نجد العائلة اليوم تبدلت معاييرها واختلفت عاداتها وانقضى لدى الكثيرين إنجاب أكثر من طفلين.
باختلاف ظروف الزمان والأعمال والمعايير المادية في المجتمع، باتت العائلات ترتئي إنجاب "أطفالٍ أقل وتأمين عيشٍ أفضل" في وقت لم يعد فيه الولد يرضى بأقل من أقرانه، ولم تعد "بركة العيش" وتدبر الأمور يفيان بالغرض.
تقول بيان علي إن لها سبعة أعمام وثلاث عمّات وفي "الجمعات العائلية يشعرون بالعزوة والسند وتحكي لهم الجدة قصة كفاحها بين إنجاب الأطفال وفلاحة الأرض، وهذا جهد جبّار كانت تبذله الأمهات لا نستطيع نحن القيام به"، مضيفةً أن لديها طفلين ولا تطمع بإنجاب أكثر من ذلك "الزمن اليوم صعب وظروف الحياة متقلبة بسرعة والغلاء المعيشي يفرض عليك طرقًا جديدة للعيش لا تستطيع معها كثرة الإنجاب.
وقالت الحاجة نعيمة سيف إن الجيل الماضي كان أقوى وأقدر على الإنجاب والانشغال بالأطفال والبيت وكانت هذه حياة المجتمع، "العائلات فيما مضى كلها كبيرة وتتفاخر بالولد والتلد والرجال يتزوجون اثنتين وثلاثة لإنجاب أبناء يسندونهم ويتفاخرون بهم ويعينونهم في أعمالهم"، مبينةً أنهم في تاماضي كانوا يعيشون بالبركة ولا يشترط الأولاد ويكثرون الطلب وهذا ساعدهم للتأقلم كذلك.
وفي سياق متصل قالت ريماس علي إنها لا تستطيع تخيُل إنجاب الكثير من الأبناء، "الحياة اليوم ليست كحياة جداتنا، ولا نستطيع تربية وتوفير عيش كريم لعدد كبير من الأبناء، اليوم الدنيا صعبة ومتعبة لا أستطيع إنجاب أكثر من طفل لا أستطيع إكرامهم"