في الوقت الذي يكون فيه الأطفال الرضع عرضة للإصابة بالفايروسات، لا سيما الفايروسات الموسمية، أجازت إدارة الغذاء والدواء الأميركية دواء لحماية الأطفال حديثي الولادة من فيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV).
يأتي هذا في الوقت الذي أكدت فيه المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأردنية أن وكيل العقار المشار اليه، لم يتقدم لتسجيل استيراده حتى الآن.
واعتبر اختصاصي الأمراض التنفسية والصدرية والعناية الحثيثة الدكتور محمد حسن الطراونة لـ"الغد" أن هذا الدواء "مفيد للأطفال الرضع وحديثي الولادة، حيث يساعد الجهاز التنفسي السفلي".
وبين الطراونة أنه "بعد موسم صعب مر به العالم مع فيروس كورونا، وبعده الفيروس التنفسي المخلوي، فإن هذا العقار الجديد يعد علاجا جديدا من شأنه أن يبعث الأمل بحماية الأطفال من الفيروس المخلوي التنفسي".
وأوضح أن الفيروس المخلوي مسؤول عن وفاة 1 من كل 50 طفلا دون سن الخامسة حول العالم، وأن الأطفال هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة به.
وأضاف أنه علاج للوقاية من المرض الشديد الناجم عن الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) عند الرضع.
وأشار الى أن العقار عبارة عن علاج بالأجسام المضادة أحادية النسيلة، والذي يمنح الجسم الذخيرة المباشرة لمحاربة المرض، لافتا الى أن الفيروس المخلوي يصيب جميع الأطفال تقريبا في سن الثانية، وهو السبب الأكثر شيوعا لالتهاب القصيبات، وينتقل عبر العدوى التنفسية، ويمكن أن يتفاقم لدى الرضع بشكل خطير ويتطلب دخولهم إلى المستشفى.
وأشار الطراونة الى أن الفيروس المخلوي التنفسي يتسبب في حدوث الآلاف من حالات دخول المستشفيات والوفيات على مستوى العالم سنويا لدى الأطفال الصغار وكبار السن، لكن التركيب الجزيئي المعقد للفيروس ومخاوف السلامة أعاقت الجهود المبذولة لتطوير لقاح له منذ اكتشاف الفيروس لأول مرة العام 1956.
وبين أن هذا العقار يعطى فقط للحالات ذات الاختطار العالي، باعتباره علاجا وقائيا، لا سيما للاطفال وممن لديهم تشوهات في القلب أو نقص في المناعة لمنع حدوث مضاعفات خطيرة على الجهاز التنفسي السفلي.
وأكد أن هذه اللقاحات تحفز الجسم على إنتاج أجسام مضادة لمسببات الأمراض، ومقابل ذلك، يعتبر هذا العقار أحد أشكال المناعة السلبية، باعتباره جسما مضادا يمكنه الارتباط بالفيروس، ويمنعه من إصابة الخلايا السليمة، ولا يتعين على جهاز المناعة إنتاج أي مضاد.
وأضاف: "يعطى هذا العقار كحقنة واحدة للرضع قبل بدء موسم الفيروس المخلوي التنفسي الذي يبلغ ذروته عادة، خلال فصلي الخريف والشتاء، وتسمح إدارة الغذاء والدواء الأميركية أيضا بحقنة ثانية للرضع حتى عمر 24 شهرا للذين ما يزالون عرضة للخطر خلال موسم الفيروس".
من جهته، قال استشاري الأمراض التنفسية للأطفال الرضع والخداج الدكتور عيسى الخشاشنة، إن الدراسات العالمية تشير إلى أن الأطفال الخدج المولودين قبل 29 أسبوعا من الحمل أو خفيفي الوزن، هم أكثر عرضة للإصابة بالفيروس المخلوي الرئوي RSV، والتي تبدو أعراضه خفيفة، لكن كثيرا ما يؤدي للوفاة.
وقال الخشاشنة إن هذة الفئة من الأطفال تكون أكثر عرضة للإصابة بثلاثة أضعاف مقارنة بمكتملي النمو، فيما تكون الحاجة أكبر لدخول المستشفى والرعاية المتقدمة ICU وكثيرا ما تؤدي الإصابة إلى الفشل الرئوي أو الوفاة.
وحول الأعراض الموجبة لنقل الطفل الى المستشفى، أشار الخشاشنة الى جملة منها وهي: الازرقاق، وانقطاع التنفس، وصعوبة التنفس المصاحب للشخير، إضافة الى ارتفاع معدل التنفس.
وحول ما اذا كان يستفيد المولود ناقص الوزن بعمر حملي أقل من 29 أسبوعا، من المطعوم المضاد للفيروس، أشار الى أن ذلك ممكن، ويمكن للرضيع أن يستفيد منه شريطة أن يكون دون الشهر السادس من العمر.
"الغد" بدورها، تواصلت مع المؤسسة العامة للغذاء والدواء للاستفسار حول العقار الجديد وفيما اذا ما تمت إجازته محليا للرضع وحديثي الولادة، حيث أفادت أنها "تدعم توفير الأدوية الحديثة ذات القيمة المضافة التي يحتاجها السوق الدوائي الأردني، وأنه يتم طلب تسجيلها في حال الحاجة لتوفيرها في السوق من قبل جهات العطاء أو من القطاعين الصحيين العام والخاص".
وأضافت المؤسسة أنه "يتم تقديم الطلب من قبل الوكيل المعتمد لدى المؤسسة، مع الإشارة إلى أن الوكيل لم يتقدم بأي طلب حتى الآن لاستيراد المستحضر المشار إليه".