كثفت فدوى البرغوثي، زوجة القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي، المعتقل في السجون الإسرائيلية، من جهودها في دعم زوجها كخليفة محتمل للرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أمس الثلاثاء، إن "فدوى البرغوثي عقيلة القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي، المعتقل في السجون الإسرائيلية، تعمل مع جهات عربية ودولية لدعم زوجها خليفة محتملاً للرئيس الفلسطيني محمود عباس".
وبحسب الصحيفة، فإن البرغوثي عقدت في الأسابيع الأخيرة مع كبار المسؤولين في الدول العربية ودبلوماسيين من الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا، اجتماعات مختلفة، وطلبت منهم العمل لإطلاق سراح زوجها من السجون الإسرائيلية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من البرغوثي قولها، إن سلسلة اللقاءات التي عقدتها كانت تهدف أيضاً إلى ترسيخ دعم دولي لزوجها باعتباره الشخص الذي سيترأس السلطة الفلسطينية بعد انتهاء ولاية الرئيس الحالي محمود عباس.
وترى البرغوثي في زوجها منقذاً للوضع الفلسطيني، وفي 15 نيسان الماضي، في الذكرى الـ21 لاعتقال البرغوثي، صرحت فدوى: "إن إطلاق سراح القائد الوطني مروان البرغوثي أبو القسام، ليس ضرورة إنسانية واجتماعية وعائلية وزوجية فقط، بل حاجة وضرورة وطنية ملحة وعاجلة، باعتباره رمزاً للإجماع الوطني، والقادر على إنهاء الانقسام، وإنجاز الوحدة، واستعادة وحدة الشعب، ووحدة القضية، ووحدة الأرض".
خليفة عباس
مروان البرغوثي 65 عاماً معتقل منذ 2002 في إسرائيل، وحُكم عليه بالسجن لمدة 5 مؤبدات و40 عاماً بتهمة قيادة كتائب "شهداء الأقصى"، الذراع العسكرية لحركة فتح، المسؤولة عن قتل إسرائيليين خلال انتفاضة الأقصى الثانية التي اندلعت عام 2000.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية: إن "اسم البرغوثي يظهر عند كل حديث عن خليفة الرئيس عباس البالغ من العمر (88 عاماً)، لرئاسة السلطة الفلسطينية، وحافظ على تقدم كبير عن غيره من المرشحين في كل استطلاعات الرأي".
ووفقاً للصحيفة العبرية، فإن "السؤال حول الشخصية التي ستحل مكان الرئيس عباس ظل مطروحاً خلال السنوات الأخيرة مطروح فلسطينياً وإسرائيلياً وإقليمياً ودولياً، وبطبيعة الحال، فإن لإسرائيل مصلحة واضحة في معرفة من سيخلفه، لما في ذلك من تأثير على واقع القيادة الفلسطينية المستقبلية، وسط شكوك في إمكانية التوافق على شخصية تخلفه بدون أن يكون هناك دعم من دول مؤثرة بالمنطقة".
ويعتقد المحيطون بالبرغوثي أنه في حال أجريت انتخابات فلسطينية، فإن ذلك قد يؤدي إلى ممارسة ضغوط دولية على إسرائيل لإطلاق سراحه، وهذا السيناريو الأكثر ترجيحاً في ظل عدم وجود صفقة تبادل أو تحرك سياسي كبير يمكن أن يؤدي لإطلاق سراحه. كما قال ناشط في "فتح" يدعم البرغوثي، بحسب الصحيفة.
وتقول الصحيفة، إن "مروان البرغوثي يحظى بشعبية خاصة بين جيل الشباب والجيل الأوسط بين الفلسطينيين حالياً".
وحصل البرغوثي في المؤتمر السابع للحركة نوفمبر (تشرين الثاني) 2016 على أعلى الأصوات، بعدما حصل على 930 صوتاً من أصل نحو 1100 صوت، في استفتاء على الحضور الذي يحظى به داخل الحركة.
ورشح فتحاويون البرغوثي ليصبح نائباً للرئيس عباس حتى وهو داخل سجنه، لكن عباس عين محمود العالول نائباً له في قيادة الحركة.
ويعتقد كثيرون، أن البرغوثي قد يكون منقذاً إذا ما ساءت الأمور في مرحلة ما بعد عباس، لكن مسؤولين فلسطينيين يرون أنَّه ليس منطقياً أو مطلوباً أن يقود الشعب الفلسطيني أسير في قبضة إسرائيل، باعتبار ذلك معقداً، وليس عملياً، وقالوا إنه "يجب أن يخرج أولاً من سجنه ثم تتم مناقشة الباقي".