كشف مصدر عسكري سوري عن بدء إطلاق عملية تمشيط واسعة في المنطقة الحدودية مع الأردن، جنوب محافظة درعا، وذلك بعد أيام قليلة من أولى اجتماعات اللجنة السورية الأردنية التي انعقدت في العاصمة عمان حول التعاون بين البلدين في مكافحة ضبط تجار ومروجي ومهربي المخدرات عبر الحدود المشتركة.
وبدأت - بحسب ما نقلت وكالة "سبوتنيك" - وحدات من الجيش السوري والقوى الأمنية عمليات التمشيط باتجاه الطريق الحربي الفاصل بين البلدين، وعلى امتداد المنطقة الحدودية المحاذية للجانب الأردني في الجهة الجنوبية من محافظة درعا، باعتبارها خط تحرك أساسي لتجار المخدرات.
وبين المصدر العسكري، الإثنين أن "عمليات تمشيط واسعة بدأتها دوريات مشتركة من الجيش السوري والقوى الأمنية المختصة، ضمن أجزاء واسعة من المنطقة الحدودية مع الأردن جنوب محافظة درعا، وذلك ضمن إطار المخطط الشامل الذي وضعته الدولة السورية بهدف ملاحقة تجار ومهربي المخدرات عبر الحدود السورية الأردنية وضبطها جنوبي سوريا".
ولفت المصدر العسكري السوري إلى أن عمليات انتشار سريع ومداهمة قامت بها الدوريات المشتركة في المناطق المحاذية لما يعرف بـ (الطريق الحربي) المجاور للحدود، أسفرت حتى الآن عن توقيف العديد من المشتبه بهم بتجارة وتعاطي المخدرات وضبط أسلحة بينها رشاشات من نوع كلاشنكوف وبنادق صيد وذخيرة متنوعة وقنابل يدوية، كما تم ضبط كميات من مادة الحشيش المخدرة.
وأضاف المصدر أن عمليات الجيش والقوى الأمنية مستمرة في كافة مناطق المحافظة حتى تحقيق أهداف الدولة السورية في القضاء على كل عصابات تجارة وترويج وتهريب المخدرات.
وقال المصدر العسكري أن تحرك الجيش السوري والدوريات المشتركة يندرج في إطار تنسيق سوري أردني، تجسد من خلال تشكيل اللجنة السورية الأردنية للتعاون في مكافحة تهريب المخدرات، والتي انعقدت أولى اجتماعاتها الأسبوع الفائت في العاصمة عمان.
ويتوقع أن تدشن الخطوة التي اتخذتها الدولة السورية مرحلة جديدة ونقطة تحول هامة في مجال مكافحة المخدرات والقضاء على مروجيها في عموم المنطقة.
وفي السياق، صرح الكاتب والمحلل السياسي في محافظة درعا، حسين الرفاعي: بأن وجود ظاهرة المخدرات وترويجها وتعاطيها يشكل حالة من الخطر على سوريا وعلى الدول المجاورة لها، مضيفاً بأن "الدولة السورية معنية بملاحقة تجار وعصابات المخدرات، لا سيما أن سوريا وعلى امتداد تاريخها لم تكن يوما تشكل خطراً على دول مجاورة لها".
وأكد الصحفي الرفاعي: مهما تنوعت أساليب وطرق تهريب وترويج المخدرات، فإن جميع تلك الأساليب ستسقط أمام إرادة الجيش السوري وحزمه في إنهاء هذه الملف، وتعزيز الأمن والاستقرار.
ويضيف الرفاعي: خلال أيام قليلة قادمة، سنبدأ بمعاينة ثمار أخرى للقاءات السورية الأردنية في مجال التعاون المشترك لمكافحة المخدرات، بما يحقق الأمن والاستقرار وضبط الحدود لكلا البلدين، مثمناً أهمية تظافر جهود جميع الدول المعنية في هذا المجال.
من جهة أخرى، أكد عدد من المواطنين ممن التقتهم "سبوتنيك" في درعا، أهمية العمليات التي بدأها الجيش والقوى الأمنية في مجال مكافحة المخدرات.
ولفت أحد المواطنين إلى ضرورة تضافر جميع الجهود للتخلص من هذه الآفة التي لها الدور الأكبر في استمرار أعمال الفوضى والاجرام في محافظة درعا، تبعا لما لها من تأثير خطير على فقدان الوعي لمتعاطيها واستعداده لتنفيذ كل الأعمال المنافية للأخلاق والأعراف والقوانين بما فيها القتل والسرقة والخطف والاغتصاب والسلب.
سبوتنيك