قال الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى، إن المسلمين يرفضون حرق أي كتاب مقدس ويعتبرون أن تبرير ذلك بحرية الرأي من دول غربية مثل السويد والدنمارك “مرفوض وغير مقنع”.
واعتبر، من جهة ثانية، تصريح وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، بشأن العودة وفرض الحكم الإسرائيلي على المسجد الأقصى بأنه “إعلان حرب”.
وقال الشيخ صبري، في مقابلة مع الأناضول داخل المسجد الأقصى: “الغرب له تبرير تافه وغير مقنع وهو أن ما يقوم به البعض من حرق للمصحف يدخل ضمن دائرة حرية الرأي أو حرية الحركة، وهذا مرفوض جملة وتفصيلا”.
ودعا الدول الغربية إلى “أن تلتزم بالقرار الأخير الذي صدر عن الأمم المتحدة والذي يجرم كل من يمس بالمقدسات وأي أمر مقدس”.
وقال الشيخ صبري: “مع الألم والأسف إن القرآن الكريم قد حرق مرارا وهذا تحد كبير لملياري مسلم في العالم دون حراك، فأين نخوة المعتصم في العصر العباسي عندما أدّب الروم حينما استنجدت به امرأة واحدة، فكيف الآن بحرق القرآن الكريم دستور المسلمين؟!”.
وأضاف: “الغرب يتجرأ علينا لأنه لا يوجد ردة فعل تتناسب مع هذه الجريمة النكراء”.
وتابع: “إننا نحمل الدول العربية والإسلامية المسؤولية عن الحفاظ على القرآن الكريم لتأديب الغرب وكل من تسول له نفسه التجرؤ على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أو القرآن الكريم”.
وزاد: “نستنكر ما يحصل من رحاب المسجد الأقصى المبارك ونقول لجميع المسلمين بأن عليهم أن يحافظوا على كتاب الله ويجب أن تتوفر لديهم النخوة والشهامة الإيمانية”.
ورفض خطيب المسجد الأقصى تبريرات دول غربية، بما فيها السويد والدنمارك، بسماحها بحوادث حرق المصحف بأنه “حرية رأي”.
وأكمل: “الغرب له تبرير تافه وغير مقنع وهو أن ما يقوم به البعض من حرق للمصحف يدخل ضمن دائرة حرية الرأي أو حرية الحركة، وهذا مرفوض جملة وتفصيلا”.
واستطرد: “حرية الرأي لها حدود ولها ضوابط، فلا يجوز أن يكون هناك أي عمل يؤدي إلى استفزاز مشاعر المسلمين أو مشاعر الديانات الأخرى”.
وأشار الشيخ صبري إلى أن المسلمين يرفضون أيضا حرق الإنجيل والتوراة.
وقال: “نحن المسلمين نؤمن بجميع الأنبياء والمرسلين ولا نقوم بحرق أي كتاب مقدس، نرفض حرق أي كتاب ونرفض أي عمل يمس الحرية الدائمة للمسلمين وأي عمل يؤدي إلى الفتنة بين المسلمين وبين العالم بشكل عام”.
من جهة ثانية، أدان الشيخ صبري إقدام وزير الأمن القومي وزعيم حزب “القوة اليهودية” اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، على اقتحام المسجد الأقصى واعتبر أن تصريحاته خلال الاقتحام “إعلان حرب”.
والخميس، اقتحم بن غفير الأقصى في حراسة مشددة من الشرطة من باب المغاربة، في الجدار الغربي للمسجد، وتجول في باحاته برفقة مستوطنين، بحسب ما نقله مراسل الأناضول عن شهود عيان.
وتزامن اقتحام بن غفير للأقصى مع اقتحام مستوطنين له بمناسبة ما يُسمى “ذكرى خراب الهيكل”، الذي تقول الجماعات الإسرائيلية المتشددة إنه كان قائما مكان المسجد، وهو ما ينفيه المسلمون.
وقال بن غفير في شريط مسجل خلال اقتحامه: “هذا هو المكان الأكثر أهمية لشعب إسرائيل حيث يتعين علينا العودة وإظهار حكمنا”.
وأردف الشيخ صبري: “بلا شك فإن ما يقوم به بن غفير هو إعلان عن الحرب الدينية، هو يعلنها حربا دينية، ونحن نقول بأن تصريحات بن غفير مرفوضة ومستنكرة”.
وأضاف: “لن نقر ولن نوافق على ما ادعاه (بن غفير) بهذا التبجح وإننا نؤكد أن الأقصى هو للمسلمين وحدهم”.
وتابع: “نحن لا نقر بأي إجراء احتلالي ونعتبر أن المسجد إسلامي بقرار رباني ولا تنازل عنه ولا تفاوض بشأنه”.
وقال: “إن وجودنا في المسجد هو بقرار الله سبحانه وتعالى وحقنا حق إسلامي واضح وإن ما يقومون به (الإسرائيليون) من اقتحامات (للمسجد) هي اقتحامات عدوانية لن تكسبهم أي حق في المسجد الأقصى المبارك”.
وأدانت الدول العربية والإسلامية الاقتحامات فيما حذرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى.
وقال الشيخ صبري: “هناك إدانات ولكن لا قيمة لها ما دامت تخلو من عمل مؤثر ليرتدع الاحتلال عن غيه وبطشه وعشوائيته”.
وأضاف: “نحن نعتبر ما يقوم به الاحتلال هو أمر مستنكر وخارج عن القيم الروحية والدينية وأيضا خارج عن قيم هيئة الأمم المتحدة، ونحن نقول إن ادعاءات الاحتلال باطلة فلم يجدوا حجرا واحدا يثبت حقهم في ما يدعونه بالمسجد الأقصى المبارك ولا في فلسطين كاملة”.
وتابع الشيخ صبري: “ادعاءات بن غفير باطلة ونحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية لأنها هي التي تقود هؤلاء المقتحمين للمسجد الأقصى المبارك”.
(الأناضول)