ظل ريال مدريد في الفترة من 2002 حتى 2014 يحلم باستعادة عرشه المفقود، حيث توقف عداد بطولاته في دوري أبطال أوروبا عند الرقم 9.
وكان الملكي قاب قوسين أو أدنى من الوصول للمباراة النهائية خلال تلك الفترة، حيث ودع نصف النهائي في 3 مناسبات متتالية، 2011 و2012 و2013، قبل أن تخضع "العاشرة" أخيرا في 2014 بسيناريو درامي أمام الغريم أتلتيكو مدريد.
ففي لشبونة تأخر الريال بهدف من خطأ كبير لحارسه إيكر كاسياس، وبات أتلتيكو مدريد على مرمى حجر من التتويج، قبل أن يدك سيرجيو راموس مرمى تيبو كورتوا برأسية دفعت اللقاء لشوطين إضافيين، تمكن فيهما الميرنجي من الانتصار 4-1.
وفي الحلقة الرابعة من سلسلة "ماذا لو؟"، نستعرض الإجابة على سؤال "ماذا لو نجح كورتوا في التصدي لكرة راموس في نهائي 2014؟".
انهيار حقبة
يرى كثيرون أن الجيل الذي أسسه جوزيه مورينيو ومن بعده أنشيلوتي وزيدان، يعد من أعظم أجيال الميرنجي على الإطلاق.
وحقق هذا الجيل عديد الإنجازات، في القلب منها حصد لقب دوري الأبطال في 5 مناسبات، 2014 و2016 و2017 و2018 و2022.
ولو تصدى كورتوا لكرة راموس وانتهى نهائي 2014 بفوز أتلتيكو مدريد 1-0، لربما ذهبت كل هذه الحقبة المجيدة أدراج الرياح.
فخسارة النهائي ضد الجار اللدود وقبلها الخروج من نصف النهائي في 3 مناسبات متتالية أمور قد تحطم معنويات أي مجموعة من اللاعبين.
فلا يمكن التشكيك في جودة لاعبين على غرار كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما ولوكا مودريتش وتوني كروس ومارسيلو، إلا أنه لا جدال أيضا في أن إنجاز التتويج بالأبطال نقل معظمهم لمستوى أعلى من الثقة والأريحية.
فانهيار الحقبة وتفكك هذا الجيل الأسطوري كان واردا بشدة حال الخسارة، في ظل الغضب العارم المتوقع من الجماهير ورئيس النادي فلورنتينو بيريز.
أسطورة في اتجاه آخر
يعد تيبو كورتوا الاسم الأبرز حاليا على مستوى حراسة المرمى في العالم، في ظل مستوياته المذهلة مع الريال وقيادته الفريق للتتويج بعدة ألقاب أهمها دوري الأبطال 2022.
ولو نجح البلجيكي في الصمود أمام رأسية راموس، لأصبح أسطورة في أتلتيكو مدريد، بعد إهداء الروخي بلانكوس أول لقب دوري أبطال في تاريخهم.
ومن المرجح وفق هذا السيناريو، استمرار الحارس فارع الطول مع الأتلتي، لإكمال مسيرة الإنجازات باللونين الأحمر والأبيض.
وحتى لو غادر بعد انتهاء إعارته من تشيلسي، لربما فكر تيبو كثيرا في عدم ارتداء قميص الملكي، للاحتفاظ بمكانته الأسطورية مع أتلتيكو مدريد.
وداعا أنشيلوتي
خسر ريال مدريد لقب الليجا في 2014 لصالح أتلتيكو مدريد، ولو انهزم أيضا أمام الجار في لشبونة، فإن رحيل كارلو أنشيلوتي عن تدريب الملكي كان سيصبح حقيقة واقعة بلا أدنى شك.
فبالنظر لأسلوب تفكير فلورنتينو بيريز، فإن الظفر بلقب كأس الملك فقط في الموسم وحصد الأتلتي للثنائية، ضمن أمور ستكون كافية للغاية لاتخاذه قرار الإطاحة بأنشيلوتي.
وبذلك فإن عودة كارلو للملكي في ولاية ثانية مثلما يحدث الآن، لربما كانت مستبعدة للغاية، فبيريز أعاد الإيطالي بالنظر لأنه كان صاحب إنجاز العاشرة، وبدون هذا التتويج كانت فرصه ستقل كثيرا في الرجوع لسانتياجو برنابيو.
سنوات عجاف جديدة
عاش ريال مدريد سنوات عجاف طويلة، بعدما أصابته لعنة دوري الأبطال عقب التتويج في بلجيكا بالكأس السادسة في تاريخه، على حساب بارتيزان بلجراد الصربي عام 1966.
وحاول الملكي بعدها مرارا وتكرارا نيل اللقب مجددا، وفشل لعقود طويلة في تحقيق مراده، حتى حطم العقدة بعد 32 عاما من الصيام، حين تغلب على يوفنتوس بهدف مياتوفيتش في أمستردام سنة 1998.
وخشى كثير من محبي الملكي أن يتكرر السيناريو، بعدما صام الملكي عن بطولته المفضلة من بعد 2002، لكن راموس أنهى هذه الوساوس بعد 12 عاما من الشكوك.
ولو نجح كورتوا في إيقاف راموس، لربما شهدنا لعنة طويلة ثانية وصيام طويل جديد للملكي عن معانقة ذات الأذنين.