تقوى الدويري
حقق قانوني الانتخاب والأحزاب الجديدين اللذين أقرا العام الماضي، فرصة حقيقية للمرأة لتحقيق مكاسب سياسية وتشريعية، ما أحدث نقلة نوعية في مسار تحديث الحياة الحزبية والبرلمانية في المملكة، ضمن للمرأة دورا قويا وفاعلا، كما ونوعا، في المشهد السياسي الأردني.
بهذا الشأن، قالت النائب السابق في البرلمان هدى العتوم في حديث خاص ل "أخبار اليوم"، أن قانوني الانتخاب والأحزاب الجديدين داعمين للمرأة، لكنها أعربت عن خشيتها من أن تكون استجابة الأحزاب لشراكة المرأة صورية، وأن لا يتم تمكينها للقيام بدورها بشكل كامل، وكذلك عدم مشاركتها بشكل فاعل بقرارات الحزب المهمة.
وأضافت أن المجتمع يعتبر الأحزاب مؤسسات صورية، وليس لديه إيمان بدورها وقدراتها، وما زالت النظرة سلبية نحو الأحزاب، هذا ما يضع المرأة في موقف ضعيف ويصبغ نظرة المجتمع لها أثناء ترويجها لحزبها.
وأشار العتوم إلى أن هناك زيادة في أعداد السيدات المنتسبات للأحزاب السياسية، لكن ليس جميعهن انتسبن بنية الترشح للانتخابات البرلمانية، وترى أن جزءا من هذه الزيادة جاء بسبب انضمام الزوج لحزب ما فتتبعه الزوجة من قبيل الزيادة العددية، منوهة إلى أن هناك الكثير من الحالات التي كان فيها بعض الرجال يسجلون عائلتهم وأصدقاءهم وأقاربهم من عائلاتهم الممتدة حتى يكون لهم دور واسع وفعال في الأحزاب المنتسبين لها.
وقالت العتوم إن سبب انضمامها لحزب الجبهة هو إعجابها بنهج الحزب ومساندته لمنتسبيه، إذ بينت قائلة "تعرفت على حزب الجبهة وأعجبت كثيرا بدعمهم ومساندتهم لأعضاء كتلة الإصلاح مع أن الأكثر ليسوا من الحزب، لذا لما عرضوا علي منذ شهور الانتساب للحزب لم أمانع وانتسبت للحزب".
وترى العتوم أن دور تمكين المرأة سياسيا يبدأ من ذاتها أولا، وحتى تصبح امرأة حزبية قيادية قوية تستطيع الوصول لقبة البرلمان، عليها أن تتحلى بالمهارات والكفاءات المطلوبة، إذ عليها أن تتبنى ملفا تعمل به وتتخصص فيه مع معرفتها واطلاعها على الملفات الأخرى، وعليها أن تثقف نفسها أكثر في مجال التشريعات، وتتقن أدوات وأساليب الاتصال المجتمعي، الإضافة لأن تتحلى بالجرأة والشجاعة في ممارسة العمل الحزبي، واصفة تجربتها البرلمانية السابقة بأنه كان لها دور في صقل قدراتها وإمكانياتها وعرفتها على آفاق جديدة.
كما وصرحت عن رغبتها في الترشح للانتخابات النيابية المقبلة، لكن لا يزال يلزمها دراسة المعطيات واتخاذ القرار في حينها.
وفي سؤالنا حول إذا ما كانت ستقدم الدعم لابنتها إذا ما قررت مستقبلا أن تترشح للانتخابات البرلمانية، أكدت العتوم على أنها لن تكون معارضة على قرارها ولا مشكلة فيه، وستحرص على تقديم دعمها الكامل لها ضمن مساحة تدريبها وتمكينها وتثقيفها وتهيئة الأسباب العائلية لها.
يذكر أن أبرز المكتسبات التي حازت عليها المرأة في مسار التحديث السياسي الأردني، تمثلت بتخصيص مقعد واحد للمرأة على مسار (الكوتا) في كل دائرة انتخابية محلية بموجب قانون الانتخاب الجديد، والبالغ عددها 18 دائرة، في حين اشترط القانون في القوائم المترشحة للدائرة الانتخابية العامة، المخصص لها (41) مقعدا، وجود امرأة واحدة على الأقل ضمن المرشحين الثلاثة الأوائل، وكذلك ضمن المرشحين الثلاثة التالين في القائمة المشكلة.