فاطمة الزهراء - انتشرت في السنوات الأخيرة مع تشعب مجالات الانترنت واتساع نوافذه، ظاهرة الأكاديميات الإلكترونية، التي تقدم مواد في مختلف العلوم والمهارات وتسمح للطالب بالرجوع للدروس والملاحظات وقتما شاء، ناهيك باليسر والسهولة في مراجعة الدروس وإعادة المعلومات، وإجراء الاختبارات وحل التمارين.
في زمن مضى كان طلب العلم صعبًا لا يبلغه إلا ذو حظ عظيم، ويُقطع لأجل زوايا العلم ودور العلماء الفيافي والبحار لتحصيل علم يُنتفع به، ويعود به الطالب متفاخرًا بأنه تعب واجتهد وبذل الغالي والنفيس لأجل العلم.
اليوم نجد أكاديميات لعلوم اللغات ومهارات الإعلام وغيرها من الأكاديميات الدينية التي تُدرس علوم التفسير والعقيدة والفقه لمختلف المذاهب، ما يجعلها مقصدًا للطلبة من مختلف الدول ومختلف المستويات، توفيرًا للجهد وتسهيلًا لطرق طلب هذه العلوم.
يقول الطالب الجامعي معاذ معين الملتحق بإحدى الأكاديميات لتعلم الفقه، أن ذلك سهّل عليه التعليم كثيرًا وأعطاه خارطة الطريق للبدء بأريحية تامة ومتابعة مستمرة عن طريق موقع الأكاديمية الإلكتروني بعيدًا عن تضييع الوقت والمواعيد التي تتضارب مع محاضراته الجامعية لو كان ذلك حضوريًا، "وهذا ساعدني كثيرًا للتفقه في أمور الدين إلى جانب دراستي بكل أريحية، ودون ضغوط أو تضارب مع الدراسة الجامعية، وذلك من أفضل ما قدمته لنا الأكاديمية"
طالب الهندسة المدنية عبد السلام عمر ذكر أنه يميل إلى الفنون البصرية والإعلامية، وشغوف بتعلمها ما دفعه للتسجيل في أكاديمية أجنبية والتعلم معهم في أوقات فراغه، ما جعله يمتلك مهارات واسعة في هذا المجال الذي اعتمده كمصدر لدخله، منوهًا إلى أن "الأكاديميات وما توفره لنا من دوران ودروس هي كنز علينا اغتنامه في عصر المهارات الذي يجب على الفرد أن يتقن فيه أكثر من مهارة للحصول على فرصة عمل جيدة، ولا هذا ربما لا يسعنا كله تعلمه على أرض الواقع"
وأضاف علي ساعد أنه تعلم البرمجة خلال دراسته الجامعية عن طريق إحدى الأكاديميات حيث سجّل في ديبلوم تعليمي عن البرمجة وأسسها، الأمر الذي ساعده كثيرًا من جانب معرفي تعليمي ومن جانب وظيفي وهو ما جعل له فرصةً أفضل في المنافسة على الوظائف المختلفة.