واصلت دولة الإمارات العربية المتحدة ريادتها عربياً لثقة الشباب بقدرة الحكومة على تحقيق الاستقرار الاقتصادي ومعالجة البطالة، وذلك وفقاً لاستطلاع أصداء بي سي دبليو السنوي الـ 15 لرأي الشباب العربي.
وكشف الاستطلاع عن تصدر الدولة في العديد من المؤشرات، حيث قال جميع الشباب الإماراتيين المشاركين في الاستطلاع إنهم واثقون بقدرة حكومتهم على تحقيق الاستقرار الاقتصادي؛ ورصد الاستطلاع كذلك مستويات عالية من الثقة بالإدارة الاقتصادية لحكومات السعودية بنسبة 82%، وسلطنة عمان والكويت بنسبة 73% لكل منهما، والبحرين بنسبة 67%.
وقال جميع الشباب الإماراتيين المشاركين في الاستطلاع وبما نسبته 98% إنهم واثقون بقدرة حكومتهم على معالجة مشكلة البطالة، وتكررت النظرة الإيجابية ذاتها لدى الشباب في السعودية وبنسبة 70% من الشباب، وفي عمان بلغت النسبة 67%، أما في الكويت فبلغت النسبة 64%، وفي البحرين كانت النسبة 61%.
وبالنسبة لمؤشر ثقة الشباب بقدرة حكوماتهم على معالجة الفساد جاءت الدولة في المركز الأول عربياً، حيث أعرب 97% من الشباب الإماراتيين عن ثقتهم بقدرة الحكومة على معالجة الفساد، وبلغت النسبة في سلطنة عمان 84%، و82% في البحرين و69% في السعودية، و56% في الكويت.
تكاليف المعيشة
وعلى نحو مماثل قال 98% من الشباب الإماراتيين إنهم واثقون بقدرة حكومتهم على معالجة ارتفاع تكاليف المعيشة مقارنة بـ 66% من الشباب في السعودية والبحرين، و64% في سلطنة عمان، و57% في الكويت.
ويبدي الشباب الخليجي ثقتهم أيضاً بقدرة حكوماتهم على مواجهة التغير المناخي، حيث أعرب 97% من الشباب في دولة الإمارات العربية المتحدة، و75% في السعودية، و80% في سلطنة عمان، و77% في البحرين، و66% في الكويت عن ثقتهم بسياسات المناخ، التي تنتهجها بلدانهم، ويعكس ذلك تفاؤلاً واسع النطاق حيال المستقبل، حيث قال 83% من الشباب الخليجيين إن بلدانهم تسير في الاتجاه الصحيح.
تباين
وتبدو الصورة مختلفة في دول شمال أفريقيا وشرق المتوسط؛ حيث قال ثلث الشباب العربي المشاركين في الاستطلاع من هاتين المنطقتين إن صوتهم مهم لقيادة بلدانهم، بينما قال 63% من المشاركين في شمال أفريقيا و66% من شباب شرق المتوسط إن حكوماتهم لا تمتلك السياسات المناسبة لمعالجة أهم مشاكلهم.
وقال نحو ثلثي 61% الشباب العربي في شمال أفريقيا ونحو ثلاثة أرباع 71% من شباب دول شرق المتوسط إن بلدانهم تسير في الاتجاه الخطأ، وأعرب 4 فقط من كل عشر وبما نسبته 38% من شبان وشابات عرب في شمال أفريقيا عن ثقتهم بقدرة حكوماتهم على معالجة مشكلة البطالة، أما في منطقة شرق المتوسط، التي تضم أعلى مستويات بطالة الشباب في العالم قال الثلث فقط بما نسبته 32% إن حكومتهم قادرة على معالجة تلك المشكلة، بينما أقر أكثر من نصف شباب دول شرق المتوسط وبما نسبته 57%،وشمال أفريقيا 50% بصعوبة العثور على وظيفة جديدة في بلدانهم.
وبينما أعرب 41% من الشباب في شمال أفريقيا عن ثقتهم بقدرة حكوماتهم على تحقيق الاستقرار الاقتصادي كان هذا رأي أقل من ثلث الشباب 31% في دول شرق المتوسط.
ويبدي شباب دول شمال أفريقيا وشرق المتوسط تشاؤماً مماثلاً بشأن قدرة حكوماتهم على معالجة مشكلة التضخم، حيث قال 41% من شباب شمال أفريقيا وثلث 33% من شباب دول شرق المتوسط إنهم لا يثقون بقدرة حكوماتهم على معالجة ارتفاع تكاليف المعيشة.
آمال
وفي إطار تعليقه على هذه النتائج قال سونيل جون، رئيس شركة «بي سي دبليو» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومؤسس «أصداء بي سي دبليو»: «رصد استطلاعنا على مدار الـ 15 عاماً الماضية آمال ومخاوف الشباب العربي خارج منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، ولا سيما في ما يخص القضايا المعيشية مثل الوظائف وارتفاع تكاليف المعيشة، وحتى لا نخسر العائد الثمين للشباب العربي لا بد من تمهيد الطريق أمامهم لتحقيق مستقبل أفضل».
وأردف جون: «أن يقول ثلاثة أرباع الشباب الخليجي إن صوتهم مهم لقيادات بلدانهم مقارنة بثلث الشباب فقط في دول شمال أفريقيا وشرق المتوسط، فهذا يعني الكثير ويظهر أن حكومات دول مجلس التعاون الخليجي تتفهم نبض شبابها فعلاً».
تنوع
كانت هذه بعض النتائج الرئيسية، التي كشف عنها الاستطلاع، الذي يعد المسح الأشمل من نوعه للشريحة السكانية الأكبر في المنطقة، والتي تضم أكثر من 200 مليون شاب وشابة.
وتم إجراء الاستطلاع من قبل شركة أصداء بي سي دبليو، خلال الفترة الممتدة من 27 مارس – 12 أبريل 2023، وتضمن 3,600 مقابلة شخصية أجراها محاورون متمرسون من شركة سيكث فاكتور الاستشارية مع شبان وشابات عرب تراوحت أعمارهم بين 18- 24 عاماً.
وتوزعت عينة المشاركين، وهي الأكبر في تاريخ الاستطلاع، بالتساوي بين الجنسين في 53 مدينة، ضمن 18 دولة عربية بما فيها جنوب السودان للمرة الأولى، وأجريت المقابلات بشكل شخصي وليس إلكتروني لضمان دقة البحث وتوضيح الفروق الدقيقة قدر الإمكان في آراء الشباب العربي، عبر جميع أنحاء المنطقة.
وكانت «أصداء بي سي دبليو» قد كشفت في يونيو الماضي عن النتائج الرئيسية لموضوع «مواطنتي العالمي»، وهو الأول بين المواضيع الـ 6، التي يستكشفها الاستطلاع.
ونشرت الشركة اليوم رؤى رئيسية حول الموضوعين الثاني «توجهاتي»، والثالث «سبل معيشتي»، وكشفت خلالها عن انقسام في الآراء بين شباب دول مجلس التعاون الخليجي وأقرانهم في دول شرق المتوسط وشمال أفريقيا.