اتهمت روسيا أوكرانيا بتنفيذ هجوم ليل الأحد الاثنين على الجسر الذي يربط بين البرّ الروسي وشبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو اعتبارا من العام 2014.
ونقلت وكالة «رويترز»، عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قولها إن «جسر القرم تعرَّض لهجوم شنَّه نظام كييف (الإرهابي)، وأوكرانيا تتخذ قراراتها بمشاركة أميركية وبريطانية».
وذكرت «لجنة مكافحة الإرهاب» الروسية أن هجوم جسر القرم نُفّذ باستخدام مركبتين بحريتين مسيَّرتين. وأضافت، في بيان، أن «قوات خاصة» أوكرانية هي المسؤولة عن الهجوم، وأنها فتحت تحقيقاً جنائياً.
«عمل استفزازي»
من جانبها، قالت ناتاليا هومينيوك، المتحدثة باسم القيادة الجنوبية للجيش الأوكراني، اليوم الاثنين، إن حادث جسر القرم يمكن أن يكون عملاً استفزازياً من جانب موسكو.
وأوضحت هومينيوك، لمحطة «رادا» التلفزيونية الأوكرانية: «إثارة مثل هذه الاستفزازات التي أعلنت عنها سلطات (الاحتلال) في القرم بصخب كبير على الفور، هي طريقة نمطية لدى سلطات القرم والدولة المعتدية لحل المشكلات».
«أوكرانيا نفذت الهجوم»
على الرغم من ذلك، صرَّح مصدر أوكراني، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، بأن الاستخبارات والبحرية الأوكرانية تقف خلف الهجوم على جسر القرم.
وأظهر مقطع فيديو، نشرته وسائل إعلام محلية، انفصال جزء من الطريق على الجسر الرابط بين روسيا وشبه جزيرة القرم، وميله على جانب.
«توقف الحركة على جسر القرم»
وكان الحاكم الروسي لشبه جزيرة القرم، التي ضمَّتها موسكو، قد أعلن، ليل الأحد - الاثنين، أن حادثاً، لم يحدد طبيعته، وقع عند الجسر المهم الذي يربط القرم بمنطقة كراسنودار الروسية، مما أدى إلى توقف حركة السير عليه.
وأوضح سيرغي أكسينوف، عبر «تلغرام»: «توقفت حركة السير على جسر القرم. حدث طارئ في منطقة الدعامة 145 انطلاقاً من منطقة كراسنودار».
وأضاف أكسينوف: «قوات الأمن وكل الأجهزة المختصة تعمل» في المكان، طالباً من سائقي السيارات اختيار طريق آخر.
وقالت وزارة النقل الروسية، عبر «تلغرام»، إن الجسر «تعرَّض لأضرار»، من دون تأكيد وجود أضرار في دعامات الجسر.
ووفق وكالة «رويترز»، لقي رجل وزوجته حتفيهما، وأصيبت ابنتهما عندما كانوا يستقلّون سيارة على جسر القرم، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الاثنين.
وأكدت وزارة الصحة بمنطقة كراسنودار بجنوب روسيا أن الفتاة تخضع للعلاج، وتعاني من إصابات «متوسطة»، وأن والدي الفتاة المصابة تُوفيا.
ونتيجة إغلاق الجسر، سجلت أزمة سير عند مدخل الجسر مع رتل من السيارات يمتد على 3 كيلومترات، وفق ما نقلت وكالة «ريا نوفوستي» للأنباء، صباح الاثنين، عن سلطات منطقة كراسنودار، من دون أن توضح عند أي مدخل.
وعلقت رحلات القطار، التي تمر عبر الجسر، مؤقتاً، فضلاً عن رحلات العبّارات «بين القرم وكوبان» في جنوب روسيا، وفق ما ذكرت وكالة «تاس». وأشار مدوِّنون ووسائل إعلام روسية إلى أن انفجارين وقعا عند مستوى الجسر، صباح الاثنين.
القرم: قاعدة خلفية لموسكو
وتشكل شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا في 2014، قاعدة خلفية للقوات الروسية في أوكرانيا، لإرسال تعزيزات ومُعدات صيانة خصوصاً.
وتعدُّ الجسور القليلة التي تربط القرم بجنوب أوكرانيا الذي يحتله الروس، أساسية في إدارة عمليات موسكو العسكرية.
ودُشّن الجسر في عام 2018، وهو مُقام فوق مضيق كيرتش، وتعرَّض للجسر لأضرار في أكتوبر (تشرين الأول) 2022، جرَّاء انفجار قوي قالت السلطات الروسية إنه ناجم عن شاحنة مفخخة أرسلتها الاستخبارات الأوكرانية. ونفت كييف يومها أنها تقف وراء الانفجار.
وفي يونيو (حزيران) تعرَّض جسر تشونغار، الذي يربط القرم بمنطقة في جنوب أوكرانيا تحتلها موسكو جزئياً، لضربة أوكرانية، وفق ما أفادت السلطات الروسية. وقال رئيس إدارة الجزء المحتلّ من منطقة خيرسون بعد ذلك إن الجسر «لم يعد قابلاً للاستخدام» في الوقت الراهن.