قبل أشهر كتبت على صفحات الدستور الغراء مقالا حمل عنوانا "يا طايح ع الغور" تناولت فيه عدة قضايا يواجهها أهل الأغوار تحتاج لدراسة ومنظومة عمل حكومية لوضع الحلول لما لها من تأثير مباشر وغير مباشر على الوطن وأمنه الغذائي أو على أبناء المنطقة الذين يواجهون التحديات والمعيقات دون تدخلات رسمية لمساعدتهم وانخفاض نسبة الاستثمار في المنطقة رغم حاجتها الملحة لزيادة الاستثمارات فيها التي بمقدورها صنع النجاح والتميز.
الأسبوع الماضي تشرف أهالي الأغوار بلقاء سمو الأمير الحسين بن عبد الله، ولي العهد، الذي جالس أبناء المنطقة واستمع لهم ولكافة قضاياهم وملاحظاتهم وتبادل معهم الحديث عن مستقبل المنطقة والاستثمارات والمشاريع بكافة أنواعها، وأثرها على المنطقة وأهلها والوطن ككل، مثلما استمع لهموم أبناء المنطقة ولحاجات الشباب وملاحظاتهم ومقترحاتهم وكذلك استمع للسيدات ومطالبهن، وتكلل اللقاء بطرح عديد الملفات التي نالت اهتمام سمو ولي العهد ودار الحديث عن الأولويات الخاصة بالمنطقة وآلية تنفيذ حزمة من الإجراءات خلال الفترة المقبلة وبمشاركة أبناء المنطقة.
لقاء الحسين بن عبد الله بأهله في الأغوار يعتبر نقطة التحول الواعد لمستقبل الأغوار في قادم الأيام، وذلك لعدة أسباب أهمها أن ما يعرف عن سمو ولي العهد متابعته لكافة الملفات حيث لا يترك صغيرة ولا كبيرة إلا ويتابعها، ويضع الدراسات اللازمة للملفات مقرونة بمدة زمنية للانتهاء منها، وهذا ما لمسناه في عديد الملفات التي كانت تحظى بإشراف مباشر من لدن سموه.
الأمر الآخر الذي يدعو للجزم بأن الأغوار ستشهد نقطة تحول، أن جلالة الملك في كثير من اللقاءات أعرب عن اهتمامه بالأغوار ، لدورها الرئيس في منظومة الأمن الغذائي ولإيمان جلالته بضرورة تسليط الضوء على أهم الاستثمارات في هذه المنطقة، وترويجها سياحيا ايضا، وبالتالي فإن سمو ولي العهد عضيد سيدنا يعي جيدا أهمية هذا الملف وهو الأكثر اطلاعا عليه وعلى أهميته.
وبعيدا عما تم طرحه خلال اللقاء ، فإن أهالي المنطقة من الحضور والمتابعين للزيارة أسروا لنا بأن حضور سمو ولي العهد الحسين دون أي مسؤول رسمي في الدولة وجلوسه بينهم وفتح باب الحوار دون أي ترتيبات مسبقة كانت رسالة واضحة وصريحة أن سموه يرغب بالحديث معهم من القلب إلى القلب وحديث الأخ لاخوانه دون أي برتوكولات، والانطباع الآخر الذي تحدث به الحضور وأهالي الأغوار أن سموه جازم على التغيير للأفضل في المنطقة مما شكل أريحية وبشرى لديهم، وفوق ذلك كله مدى التواضع الهاشمي في لقاء الجميع والتصرف دون تكلف أو رسميات ، وهو ما نشاهده شبه اسبوعيا خلال جولات سمو الأمير الحسين على مختلف مناطق المملكة، فلا يكاد يمر أسبوع إلا وسموه في زيارة لمنطقة ويستمع ويحاور أهلها، وهذا ما لم يلمسه المواطنين من المسؤولين ولكن الهاشميين هم الاقرب دوما للشعب.
ملفات الأغوار التي تشمل كافة مناحي الحياة الآن بين يدي سمو ولي العهد الحسين بن عبد الله ، حيث يتطلع أهالي الأغوار للمباشرة في اتخاذ الإجراءات اللازمة للبدء في تنفيذها، خصوصا أنها تعالج قضايا الزراعة والبنية التحتية والشباب وتمكين المرأة والاستثمار والسياحة لما تمثله هذه المنطقة من أهمية خاصة لدى جلالة الملك وسمو ولي العهد والأردنيين ومستقبلهم الزراعي وأمنهم الغذائي، والأهم أن هذه الزيارة كانت حديث أهالي الغور الذين عبروا عن ارتياحهم وسعادتهم بولي العهد وزيارته واستبشارهم بها.