ضياع الوقت على الهاتف.. هل يعد اعتزال مواقع التواصل هو الحل؟
فاطمة الزهراء - يقضي الكثير منا أوقات مطولة في تقليب شاشة الهاتف والتنقل بين موقع وآخر، والاسترسال في مشاهدة الفيديوهات التي تظهر دون سابق إنذار وغيرها من الوسائط التي ينشغل بها المرء خلال حمله الهاتف، قلا يستفيق من حالة "اللاإدراك" تلك إلا وقد ضيّع ساعات طوال على مالا طائل منه في غالب الأحيان.
مع ثورة التكنولوجيا وانتقال الكثير من مجالات الحياة من الواقع إلى المواقع، بات لزامًا على كل شخص حمل الهاتف والقيام بأشغاله وإتمام معاملاته في كثير منها، عبر تطبيقات الهاتف، وهذا جانب خدمي أملته طبيعة الحال وتطوراته، إلا أن الجانب الترفيهي يغلب على طبيعة مواقع التواصل التي يسرف عليها الأفراد أوقات طويلة خلال يومهم.
تقول أروى محمد إنها عندما تعطل هاتفها، استغلت هذه الفرصة للابتعاد عن منصات التواصل والمواقع التي تستخدمها كثيرًا لتتخفف من عبء مواقع التواصل ىما تستنزفه من وقت خلال اليوم، "إلا أن المسؤوليات تحتّم علي في بعض الأحيان استخدام المواقع بشكل كبير لتنظيم الأعمال وتقسيم المهام بيني وبين الفريق التطوعي لمخيمات تحفيظ القرآن"
وأضافت أن الابتعاد عن مواقع التواصل واعتزالها لمدة يشعرك بالراحة، وببركة الوقت خلال اليوم الذي تستطيع تقسيم وإنجاز المهمات فيه بكل أريحية،
من جانبه وضّح عبد الرحمن عماد إن اعتزال مواقع التواصل جملةً وتفصيلًا هو أمر مستحيل، لكن أن تتحكم بها لا أن تتحكم بك هو المطلوب.
وتابع أن وسائل التواصل الاجتماعي اليوم ضرورة لتكون مواكبًا للتطورات الحاصلة من حولك على مستوى الأخبار المحلية والدولية، ولمعرفة ماذا يدور في العالم والحصول على المعلومات التي يحتاجها المرء من المؤسسات الرسمية وغيرها التي باتت تعتمد هذه المنصات مصدرًا للأخبار، مبيِّنًا أن من جيد الابتعاد في فترات معينة عن مواقع التواصل لتجديد النفس وإراحتها من ضغط الأخبار والشائعات وغيرها من تدفق المعلومات الكبير عبر هذه الشبكات.
وقالت سارة عبيدة إن اعتزال مواقع التواصل الاجتماعي هي تجربة جميلة ومفيدة جدًا لأنها تجعلك تعيش اللحظة كذلك بتفاصيلها وبكامل الشعور بعيدًا عن التوثيق والانشغال بنشر ذلك في هذه المنصات وترقب التفاعلات على ذلك.
وذكرت أن لهذه المنصات فوائد تجعلنا لا نستطيع الاستغناء عنها إلا أن إدمان النظر لها والتقليب بين صفحاتها، يضيع العمر يومًا بعد يوم دون إنجاز أو تحقيق الأهداف، "فعلينا استخدامها بعقلانية، وعدم الانجراف خلف التريندات واستهلاك أوقاتنا على المواقع بعيدًا عن الواقع"
وفي سياق متصل، وضّحت إيمان عيد إنها تقوم كل فترة بالابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي، وتجد في ذلك إنجازًا وراحةً كبيرين على عكس الأوقات التي تقضيها على الهاتف ما يشعرها بالذنب وجلد الذات لقلة التزامها بالمهام إثر انغماسها في منصات التواصل الاجتماعي وما تحتويه، مضيفةً أن ذلك طريقة ناجعة للإنجاز والالتزام خلال مختلف الفترات "تحديدًا في الامتحانات، وأوقات المشاريع وغيرها من الأوقات المزدحمة بالمهام".