فايز الفايز
صادف يومي الخميس والسبت الاحتفال باليوم العالمي للسكان والدولي للمهاجرين، وعلى الرغم من تضارب المعلومات والإحصاءات السكانية في الأردن فإن الإعلان عن نسبة غير الأردنيين القاطنين على أرضنا حسب إحصاء 2015 قد وصلت 30,6 من التعداد السكاني، ومن المؤكد اليوم أن النسبة قد زادت بعد تسع سنوات، ورغم المعلومات الصادرة عن المجلس الأعلى للسكان فيما يختص بالجنسيات الوافدة فقد أغفلت العديد من الجنسيات الأخرى، حيث جاء تقرير للمجلس أن عدد السكان غير الأردنيين في المملكة بلغ 2 مليون و 918 ألف نسمة من ذكور وإناث.
حيث شكّلت الجنسيات السورية، المصرية، الفلسطينية، العراقية، اليمنية والليبية ما عدده 2 مليون و 720 الف نسمة وبنسبة بلغت 93.2 بالمئة من غير الأردنيين المقيمين في الأردن، ومع ذلك فإننا نعلم أن هناك أكثر من خمسين جنسية حطت على أرضنا بأعداد أقل، وكل تلك الاحصائيات قد تأخرت لتسعة أعوام خلت، فيما لا تزال الجنسيات العربية تستقر نتيجة الحروب والفوضى في الأردن وليس عند غالبيتهم أي موعد متوقع للعودة، فعدم اليقين جعلهم يختارون البقاء هنا ويتزوجون ويرزقون بأطفال لا يعرفون بلدهم حتى، و قد ذاقوا نعمة الاستقرار والأمن وال?شريعات غير المنصفة لأولية الأردنيين الذين يقطنون خارج المدن وفي القرى والبادية.
في المقابل، وفقاً للاستراتيجية الوطنية للسكان للأعوام 2021-2030، فإن معدل الهجرة الجارية الاجمالية في الأردن بلغ 4.1 بالمئة، وبلغ معدل الهجرة الحياتية الجارية في الأردن 11 بالمئة، كما بيّن مسح الهجرة الدولي الأردني لعام 2014 أن 63 بالمئة من المهاجرين الأردنيين هاجروا لأسباب اقتصادية، وأن 26 بالمئة من هؤلاء المهاجرين هاجروا للبحث عن فرص عمل أفضل..
فماذا يعني ذلك غير أن الفرص التي كان من الأجدى أن تكون متوفرة للأردنيين قد ذهبت لغير الأردنيين ممن رأيناهم وقد استحوذوا على الكثير من الفرص التشغيلية، وقد يكون ذلك، حتى لا نتظالم، أن الأجر الذي يقبل به الوافد أو المهاجر قسراً يكفيه لأنه يقبض على يده، فيما الأردني يرى تآكل نسبة الأجر مقابل ارتفاع القيم، يقابله جشع وزيادة مفرطة في أسعار التموين العام أو أقساط المدارس الخاصة أو سعر الوقود وسلسلة من الاحتياجات التي لا تنتهي.
لا شك أن الأردن اليوم لم يعد كما كان في منتصف القرن الماضي، فقد تعرض لمتغيرات ديموغرافية حادة خلال تلك الفترة، ما أخلّ بالتركيبة العمرية للسكان، حيث ارتفع عدد سكان الأردن من 586 ألف نسمة في عام 1952 ليصل اليوم الى 11 مليون نسمة ونصف في نهاية العام 2020، وهنا نتحدث عن السكان بالعموم وليس عن الأردنيين، وهذا ما يتطلب إعادة تصحيح المعايير وإعادة التوجيه لتحسين اوضاع الاردنيين قدر المستطاع.
Royal430@hotmail.com