رباب دوله
لم يكن اختيار رم وما حولها من قبل كبريات الشركات العالمية المنتجة للأفلام الهوليودية وغيرها من باب الصدفة، مئات الملايين أنفقتها الشركات السينمائية العالمية لتصوير أفلام ولقطات تحاكي من خلالها المريخ أو باقي الكواكب الأخرى، "فوادي القمر" وبكل بساطة دون أدنى مجاملة هو الفريد من نوعه وبمزاياه على كوكب الأرض فاستحق أن يطلق عليه "كوكب رم" .
قد يكون هنالك تقصير من الجهات الرسمية والخاصة في التسويق والترويج لوادي رم وما تدور على رماله من فعاليات سياحية، ترفيهية وجوانب أخرى يصعب حتى تعدادها، مثلما أن هنالك تقصيرا واضحا في الترويج للمنشآت السياحية .
وبحسبة بسيطة من خلال زيارة "أخبار اليوم" الى رم، وجدنا أن هنالك أكثر من "200" مخيم سياحي وفندقي، تحتوي بعضها على ست غرف وصولا الى ثمانين غرفة ، يزورها ما بين عشرة الى اثنى عشرة آلاف شخص في نهاية كل أسبوع على وجه التحديد .
وهذه الارقام لم تأت من فراغ ، ولكن هنالك شركات سياحية تقدم خدماتها لليلة واحدة أو أكثر ضمن برامجها التسويقية ، في حين انه من الممكن استغلال تواجد هذه الآلاف في الترويج عن مناطق سياحية أخرى، وكذلك من الممكن ان تقوم الجهات الرسمية المعنية بقطاع السياحة بالاجتماع مع الشركات السياحة ووضع خارطة تسويقية لمعظم المناطق السياحية في الاردن وبرامج للسياحة الداخلية او الخارجية .
وهذا يعتبر من أهم العوامل لدعم السياحة الداخلية والاقتصاد الوطني ، وتشكل صورة جميلة لدى السائح القادم من الخارج ، وهذا ما تقوم به عديد الدول ، حيث تقيم رحلات مجانية لعدد من طلبة الجامعات والعائلات لاكساب هذه المناطق الشهرة ووضعها على الخارطة السياحية .
يضيف أحد العاملين في مخيمات وادي رم ، ان فترة الصيف تشهد إقبالا كبيرا للسياحة خصوصا الداخلية أو للمغتربين ، وبنفس الوقت فان هنالك وفود سياحية عربية تأتي الى هذا المكان ، في حين لو كان هنالك ترويج أفضل لأصبحت رم ممتلئة بالسياح على مدار العام، خصوصا ان العامل الاقتصادي المنبثق عن هذه السياحة يكون دخله ليس لأبناء المنطقة او المخيمات العاملة به بل هي سلسلة من الافادة تمتد من المطار مرورا بحافلات النقل السياحي والمطاعم والبقالات وكثير من المؤسسات التراثية وهذه جميعها تصب في مصلحة الاقتصاد الوطني.
أما عن الفعاليات التي تقدم في هذه المخيمات وعلى "رمل رم" ، فمنها ما يحاكي التراث الاردني من مأكولات، ملبوسات، وحتى الاغاني والاهازيج ، مثلما أن القادمين يبحثون عن المتعة والسعادة فأوجدنا لهم برامج رحلات السفاري والتي تتنوع بحسب المدة، المكان واختيار الجهات المعنية ضمن اسعار مدروسة .
أضف الى ذلك ان جميع هذه الفعاليات نجحت في نقل صورة الهوية والتراث الاردني الى كافة دول الزائرين، فلرمال رم وطبيعتها الساحرة ومناظرها الخلابة ما بين ساعات الفجر والنهار والغروب والليل، جميع هذه المواقيت لكل واحد فيها تأثير معين على السائح ، فأنت حقيقة أشبه ما تكون على "كوكب رم" .
يضيف مالك آخر لأحد المخيمات أنه وللأسف هنالك تقصير في الترويج ودعم هذه المخيمات ، حيث نعتمد على أنفسنا في كل ذلك، ولا ننسى أن الحكومة والقطاع الخاص بامكانهم دعم هذه المنشآت بمختلف الطرق، وهنالك من اقترح سابقا لاقامة المؤتمرات الدولية التي تعقد في الاردن أن تكون بوادي رم أسوة بتلك التي تقام في البحر الميت أو العقبة أو حتى فعاليات مهرجان جرش، فالطبيعة الساحرة لرم غير موجودة في أي مكان في الاردن أو العالم .