فاطمة الزهراء- مازال العدس طبقًا يرتبط عند الأردنيين بالشتاء، فما إن تهب بعض النسائم الباردة حتى نجد رائحة العدس تفوح من البيوت لتزيدها دفئًا وألفة.
تحدثنا سمية أحمد عن طبق العدس فتقول "أيام زمان كان الناس لسوء أوضاعهم المادية يقومون بتحضير وجبة العدس كثيرًا، وذلك لتدني سعره وهو في متناول الجميع، وتحديدًا عندما يكون لديهم خبز قديم فيستخدمونه مع العدس لعمل "فتة عدس" فيجتمع كل من في البيت آخر النهار على "صينية" واحدة ليتقاسموا اللمة و"الفتة".
وعن ارتباط العدس بالشتاء ذكرت أحمد "أن الناس تتشجع لطبخ العدس شتاءً على المدفأة الموقدة طوال النهار "فيعطيك جوًا جميلًا إلى جانب الطاقة والدفء التي يمد الجسم بها".
وقالت وداد مونس أن طبخة العدس في الشتاء تعطي جوًا حميميًا وألفة، "لذّة العدس في الشتاء طبعًا مختلفة عن الصيف".
وأضافت "العدس يحتاج لمة ولا تستطيع تناوله وحدك، إن لم تكن اللمة حاضرة والأولاد موجودين في حفلة العدس فلا طعم لها"
كما ذكرت أن الناس كانت لفقرها تطبخ العدس كل يومين، وتتفنّنُ في طبخه وتُنوِع، فتجدهم يطبخون تارةً "المجدرة" و"البصارة" وشوربة العدس مع خضار.
يبقى العدس أكلة شعبية وتقليدًا تعتمده ربات البيوت في الشتاء ويشتد وقته حال وصول المنخفضات الجوية التي تحتاج ما يدفئ البدن ويبعث فيه النشاط.
ولا ننسى أن العدس قديمًا كان يسمى "لحم الفقراء"، وذهبت الأمثال إلى العدس لتقول "الي يدري يدري والي ما يدري يقول كف العدس"