فاطمة الزهراء - ينشأ المرء في هذه الحياة وينمو مع الأيام شغفه، وكثير من الطلاب يظهر منذ صغرهم ميولهم للفنون والرسم والتشكيل، وغيرها من الأشكال الفنية التي لا يتقبلها المجتمع، ويحرم الأهل أبناءهم منها في حال رغبتهم أو إصرارهم على الالتحاق بها في الجامعات أو الدورات اللامنهجية.
هذه المشكلة وما ينجم عنها ينعكس سلبًا على نجاح الأبناء الجامعي والوظيفي لدى أغلب الأسر التي لديها أبناء على مشارف الجامعة، حيث تؤثر الاختيارات غير المناسبة خاصة في أحيان كثيرة على الأبناء وعلى نجاحهم في المستقبل.
تقول خريجة تخصص الهندسة المدنية، سلام عايد إنها منذ الصفوف الابتدائية كانت تفضل "حصص الفن" وكانت تشارك في النشاطات الفنية في مدرستها، وبعد اجتيازها المرحلة الثانوية كانت تفضل بشدة التسجيل في تخصص الفنون، إلا أن والدتها عارضت ذلك بشدة مدّعيةً أنه من غير المقبول الالتحاق بهذا التخصص الذي لا فائدة منه، ولن تجد عند التخرج ابنتها اي فرصة للعمل.
وأضافت عايد أنها بعد إكمال الهندسة لكسب رضى والدتها لم ترغب في العمل في هذا المجال، وبقيت تقوم بالأعمال الفنية وتطور مهاراتها بها عبر الانترنت، وأضافت أنها لشدة شغفها بالفنون التي أتقنتها وبرعت فيها من رسم وخزف وتشكيل بالصوف والكروشيه، حصلت على فرصة عمل كمعلمة للفن في إحدى المدارس وهو ما تشعر بالسعادة به.
وقالت ليلى مراد أنها رغبت بالالتحاق بتخصص الفنون التشكيلية والنحت، لرغبتها وحبها لهذا الفن منذ زمن، إلا أنها لم تلاقى بالدعم من قبل عائلتها التي لم تشجعها على هذا التخصص، ما اضطرها لدراسة تخصص آخر، والالتحاق ببعض دورات الخزف والنحت كهواية، وقد اشتركت في العديد من المعارض بعد إتقانها الحرفة.
وفي سياق متصل رفض والد الطالب عدنان سعد التحاقه بتخصص فنون المسرح، وذلك بدعوى أن مثل هذه التخصصات غير هادفة وتسهم في إفساد الجيل، وإبعاده عن القيم والمبادئ وعادات المجتمع، كما أن من غير المقبول دراسته لهذا التخصص في الجامعة وخسارة مبالغ كبيرة من الأموال لقاء تخصص كهذا.
وبيّن سعد أنه ابتعد عن شغفه مرغمًا، على ذلك ما دفعه إلى جانب دراسة تخصص آخر إنشاء فرقة مسرحية يلبي بها طموحاته الكبيرة.
وأكدت دراسات عربية أن نسبة كبيرة من الطلبة يعتمدون على اختيارات أسرهم في توجيههم الجامعي، كما أن للأسرة دورًا فعالًا في تربية الاختيارات والمسارات الدراسية والمهنية التي يبدأ التلميذ في رسمها منذ اكتشافه وتمييزه للتخصصات.