حفيظ دراجي
خطفت قضية كيليان مبابي مع باريس سان جيرمان الأضواء أثناء الخرجة الإعلامي لرئيس النادي الباريسي السيد ناصر الخليفي، بمناسبة تقديم مدربه الجديد الإسباني لويس أنريكي، حيث نالت حصة الأسد من أسئلة الصحافيين، وكان الجواب متوقعاً ومنتظراً من ادارة النادي الباريسي، التي جددت إصرارها على ضرورة تفعيل اللاعب بندَ التمديد أو رحيله هذا الصيف في صفقة انتقال إلى الريال أو غيره من الأندية المهتمة بخدمات أحد أفضل اللاعبين في العالم، حيث لا يمكنه الرحيل مجاناً حسب رئيس نادي باريس سان جيرمان، الذي جدد رغبته في استمرار نجمه موسمين آخرين، في حين طالبت وسائل الإعلام الفرنسية اللاعب بالخروج عن صمته والإفصاح عن نواياه مجدداً، رغم تصريحاته السابقة التي أبدى فيها رغبته في الاستمرار مع النادي الى غاية نهاية عقده الصيف المقبل.
كيليان مبابي، الذي يزور الكاميرون بعد نيويورك حيث قضى عطلته الصيفية، لا زال يلتزم الصمت من جهته، ومتشبثاً بقرار الالتزام باحترام عقده من دون تمديده حتى يرحل حراً نهاية الموسم المقبل نحو النادي الذي يريده، ويستفيد وحده من أموال الصفقة، سواء انتقل إلى الريال أو إلى أي وجهة أخرى لم تتحدد بعد، رغم اهتمام العديد من الأندية بخدمات مبابي، على غرار أرسنال وليفربول وحتى تشلسي، حيث بدأت وسائل الإعلام الإنكليزية تتحدث عن اتصالات مباشرة مع والدة مبابي، وأخرى غير مباشرة مع إدارة الباريسي، للاستفادة من واحدة من جواهر كرة القدم العالمية التي لا يقل سعرها عن 200 مليون يورو، يكون فيها نصيب اللاعب 50 مليون يورو على الأقل.
الريال يرصد ويتابع تطورات الملف وينتظر إشارة من اللاعب ليعلن موافقته على الرحيل، خاصة أنه الأقرب للاستفادة من خدمات مبابي في حالة قبوله الرحيل لتعويض كريم بنزيمة، خاصة أنه يملك الموارد المالية التي تسمح له بتمويل الصفقة، لكن ادارة البي إس جي لا تريد تقوية أحد أكبر منافسيها في دوري الأبطال، لذلك تسعى إلى بيع لاعبها لأحد الأندية الإنكليزية المهتمة على غرار أرسنال، الذي أبدى استعداده لدفع 200 مليون يورو من أجل الاستفادة من خدمات لاعب يقوده حتما نحو التتويج بالبريمييرليغ، وكذا تشلسي الذي يعيش مرحلة تجديد كبيرة من خلال الاستغناء عن العديد من اللاعبين، وبالتالي توفير الأموال اللازمة لدخول المنافسة على استقدام مبابي، في وقت لم يبد السيتي أية رغبة في دخول المنافسة على استقطابه رغم أوضاعه المالية الجيدة.
مصادر إعلامية بريطانية تحدثت عن اهتمام ليفربول باستقدام كيليان مبابي، خاصة بعد رحيل ساديو ماني وروبرتو فيرمينو، لكن إخفاقه في التأهل لمسابقة دوري الأبطال الموسم المقبل سيكون عائقاً كبيراً أمام إتمام الصفقة، لأن الدولي الفرنسي يرغب في تحقيق اللقب الأوروبي الذي ينقصه والمنافسة على لقب أفضل لاعب في العالم، والذي يتوقف بشكل كبير على اسم النادي الذي يلعب له والإنجازات التي يحققها معه، لذلك لم يتجرأ حتى صندوق الاستثمارات السعودي على دخول المنافسة إدراكاً منه أن المأمورية صعبة جدا، لكنها ليست مستحيلة في عالم صفقات كروية تحطمت أمامه كل الطابوهات والممنوعات والمستحيلات، التي صارت واردة منذ التحاق رونالدو بالنصر السعودي.
بعد خرجة رئيس نادي باريس سان جيرمان الإعلامية، صار الكل يترصد خرجة مبابي أو والدته التي تتولى إدارة اعماله، لمعرفة نواياه ومصير ملف شائك يترنح بين إرادة مبابي في الاستمرار موسماً آخر ثم الرحيل حراً، ورغبة الفريق في تمديد عقده، أو الاستفادة من أموال صفقة انتقاله هذا الصيف لإتمام صفقات أخرى توفرها للمدرب الإسباني لويس أنريكي، لكن أغلب الظن أن مبابي لن يكون باريسياً الموسم المقبل، ولن يكون بالضرورة مدريدياً لأن الطلبات عليه كبيرة من أندية كثيرة تنتظر عرض البضاعة في سوق الانتقالات لاقتنائها.