«التوجيهي»؟

mainThumb

09-07-2023 10:09 AM

printIcon

فايز الفايز
للأسف وقبل أن أدخل في صلب القضية التعليمية، أنتهز الفرصة بطلب للمعنيين في وزارة التربية والتعليم وعليهم تقع مسؤولية الإلمام باللغة العربية، أما ما قرأته من عنوان لخبرٍ عبر موقع الوزارة لا يغتفر، هل يعقل أن يأتي عنوان الخبر كما يلي ("الفائزين» بجائزة الموظف المثالي/الخدمة المدنية في دورتها الرابعة عشر)، «الفائزين» يا جماعة؟ ولم يلحظ أحد منذ يوم الثالث من تموز ولم يتم تصحيحه، فكيف الحال إذا بجيل «التوجيهي» الجديد منذ بدأت تتساقط أوراق شجرته اليانعة.

أنا أعتذر مجدداً، فالأصل اليوم أن لا نعود المرة تلو الأخرى لمناقشة امتحان «التوجيهي»، وكأنه فعلاً امتحان نفسيّ يولد طاقة إنفجارية عند كل موعد له، والأصل أيضاً أن يكون معيار الامتحان أو حتى الدراسة برمتها هو تصويب التعليم بطريقة الفهم لا طريقة الحفظ، لذلك نرى ملاحظات يشكو منها الطلبة، أو يعتمدون الغش أو يستخدمون أدوات أخرى كي يظفروا بالتلقين عن بعد، وهذه الأفعال لا يمكن أن تصل بأبنائنا إلى ما يتمناه الآباء.

لا شك أن وزارة التربية والتعليم تغدق على المعلمين الأكفياء بأكثر من الناحية المالية، بل بتعزيز قدراتهم لإيصال الطلبة لنقطة اللاعودة عن الفهمّ واستنباط الحلول وتسلق سلم الريادة واجتياز الامتحان بقدرات الطلبة، ومع هذا فنحن نعود السنة بعد السنة من الشكوى من أن بعض الأسئلة من خارج المساق أو غير مطابقة لما درسه التلاميذ وغيرها من الشكاوى العامة، حتى أصبح «التوجيهي» بعُبعاً يختبئ للأسرّ التي تنتظر خروج النتائج على أحرّ من الجمرّ.

الدليل اليوم الذي تؤديه وزارة التربية للتلاميذ في مرحلة الثانوية و«التوجيهي» على رأسها، ينطوي على معايير متقدمة ينجح فيها الكثير من الطلبة المتفوقين، ومع ذلك لا أحد راضٍ عن سير الامتحان، ولو عدنا إلى زمن لم يكن هناك فيه أجهزة خليوية أو غرف صفية ولا أجهزة كهربائية ولا تدفئة، بل مسير لطلاب القرى والمدن الصغيرة عبر كيلومترات تحت المطر والجوع، ومع ذلك خرج آلاف المبرزّين في كافة العلوم وأصبحوا قامات يشار لها بالبنان، وأسندت لهم القيادة والوزارة، وخرّجت أفواجاً من المعلمين الذين تسلحوا بالخبرات وتمت إعارتهم للدو? عربية أسست هناك صروحاً تعليمية وخرّجت بدورها آلاف الطلبة عبر الخليج.

للأسف مرة أخرى، لا نزال نرى كيف أن هناك من تحصّل على «التوجيهي» بالغش، منهم من تحصّل بعدها حتى شهادة الدكتوراة وهم لا يستطيعون كتابة مقالة صحيحة، بل يخطئون في الفقرة عشر مرات، وأكثر من ذلك لا يعرفون تاريخهم ولا يلمون بحصر مدنهم، حتى آيات القرآن الكريم لا يعرف بعضهم عنها شيئاً، ولا يعرفون أحداً من الرعيل الأول، ولا قرأوا عن سيَر القادة العظام في زمن صدر الإسلام ولا بعده حتى القرن العشرين.

فكيف بالله نأتمن على أنفسنا وصحتنا وفكرنا عندما يأتي دكتور ما ليعالجنا أو يستأسد على المجموع ثم فعلياً نجده في منصب لا يستحقه، خصوصا عندما تكون القضية حماية مجتمع تعليميّ أو صحيّ أو إداريّ، وهذا الإداري هو من بات يهدم الإدارة حجراً حجرا، لأنه لا يفهم ولو أنه فهم لعرف ولو عرف لصحح، ولكن هذه المُخرجات هي التي ستوصلنا إلى النهاية الصادمة، ومع هذا ما زلنا ندعم وزارة التربية والتعليم ونشد على يديّ المصلحين فيها، ونفخرّ بالمبرزّين من أبنائنا الطلبة.

وفي الختام يجب أن يحاسب الموظف الذي كتب الجملة أعلاه، و«التوجيهي» سيبقى محترماً عندما يحترم الطالب أستاذه، ويقدر الأستاذ طلابه ويدعمهم بعلمه لا بوظيفته فقط، كما الآوائل رحمهم الله.

Royal430@hotmail.com