معاذ القضاة- النجاح لا توقفه إعاقة، فإذا أردت التميز والتفوق عليك اجتياز الكثير من التحديات والصعوبات، وهذا البديهي، لكن عندما يستطيع المرء أن يتفوق ويتميز وهو يعاني من الإعاقة، فعلينا أن ندرك حينها أن الجهد الذي قدمه قد وصل إلى أقصى طاقاته.
معتز الجنيدي قال في حديثه ل "أخبار اليوم إنه تعرض لخطأ طبي؛ بسبب مطعوم بعمر الخمس سنوات، ولم تكن هذه الحادثة إلا دافعا للتميز والنجاح.
وأضاف الجنيدي:" التحقت بالمدارس الخاصة لذوي الإعاقة بعد الإصابة حيث كنت بالصف الخامس، ومن هنا بدأ مسيرتي الرياضية، وقررت الانضمام إلى فريق كرة السلة، وعند انتقالي إلى إحدى المدارس الحكومية بدأت قصتي بالمعاناة؛ بسبب سوء المعاملة من أقراني، لكن هذه المعاملة لم تزدني، إلا حافزا ".
وأشار الجنيدي إلى سوء الأوضاع المادية في بداية حياته، والسبب الرئيسي في هذه المشكلة على حد قوله؛ إن المجتمع يعتبر الرياضة هي فقط للرفاهية؛ وعلى إثر ذلك استطاعت أن أنشئ مشروعا تجاريا صغيرا كي أستطيع تدبير أموري واحتياجاتي الشخصية.
وأكد البطل الأردني على ضرورة تطوير قدراته العقلية؛ فأكمل تعليمة وهو الآن حاصل على شهادة الماجستير في المحاسبة، بالإضافة أنه مدرب ومحاضر معتمد في التنمية البشرية، ولديه أكثر من 500 ورشة تدريبية في هذا المجال.
وعلى الصعيد الرياضي انتقل معتز من ممارسة رياضة كرة السلة إلى رياضة رفع الأثقال التي استطاع من خلالها التفوق ليكون اليوم نجم ساطع في سماء الأردن وله مشاركات عديدة على المستويين المحلي والعالمي، فهو حصل على أعلى رقم في الأردن لرفع الأثقال للمعاقين وغير المعاقين عن وزن (210) كغم والتي أحرز فيها المركز الأول عن وزن (215) كغم في أولمبيات بكين – الصين (2008)، بالإضافة إلى ذهبيتين آسيا لعامي (2010,2011) حين استحوذ على لقب بطل العالم، وفي بطولة العالم عام (2014) على وزن (229) كغم، وهذا كان لأول مرة يسجل لذوي الإعاقة وغير ذوي الإعاقة لرفع الأثقال، وأخيرا بطولة فزاع الثامنة التي توج بها وحصل على المركز الثاني بالميدالية الفضية.
واختتم حديثه في رسالة إلى أصحاب الهمم قائلا: أنا الآن في نهاية مسيرتي الرياضية، لكنني مساند لكل لاعب لذوي الإعاقة، وعلى كل لاعب من ذوي أصحاب الإعاقة أن يبحر في ميزاته، ويتحمل الصعاب لتحقيق أحلامه