سديل السعايدة - أجبرت الظروف الاقتصادية الصعبة الكثير من طلاب الجامعات على العمل بدلا من تسجيل الفصل الصيفي الذي يعد فرصة لهم لتجاوز عدد ساعات خططهم الدراسية، يواجه الطلاب العديد من الصعوبات في إيجاد شواغر عمل والتي يحتاج بعضها إلى خبرة أو شهادة بكالوريوس أو الدبلوم العالي.
كان صعبا على دانية أن تبحث يوميا عن عمل عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتنقل بين المحال التجارية علها ان تجد وظيفة مناسبة لتساعدها في تسديد رسوم الفصل الدراسي القادم وسد حاجاتها الشخصية.
دانية طالبة جامعية في السنة الدراسية الرابعة، بدأت البحث عن وظيفة مع بداية الاجازة الصيفية، وعانت في ايجاد شواغر عمل مناسبة لوضعها، وواجهت صعوبات مثل شرط وجود الخبرة في اغلب الشركات او اكتفاء المحال التجارية من الموظفين.
أما فهد وسدين طالبين جامعيين قرروا البدء بالعمل قبل دخولهم الجامعة، لتعويد أنفسهم على البيئة العملية واكتساب الخبرة وصقل شخصياتهم، واتفقا بالرأي حول الصعوبات التي واجهوها خلال العمل اثناء الفصل الدراسي وكانت أبرزها ضيق الوقت وزيادة المهام والواجبات المفروضة عليهم سواء في العمل او في الجامعة.
الدكتور عايش النوايسة باحث واخصائي تربويا قال إن الظروف الاقتصادية والمعيشة الصعبة خلقت وعيا لدى الشاب الجامعي على ان يوزان بين مصاريفه الدراسية والشخصية وبذل قصارى جهده في ايجاد شواغر عمل واستغلال الاجازة الصيفية.
واضاف النوايسة ان الشباب الذين يعملون يكتسبون خبرة أكثر تأهلهم لسوق العمل بالتالي هناك جانب ايجابي جدا قوي. أما الجانب السلبي هو صعوبة ايجاد وظيفة لشاب ما زال على مقاعد الدراسة وربط الوظيفة بالشهادة الجامعية، ونوه النوايسة على ضرورة تغيير الثقافة الموجودة واعتبار الشهادة شرط أساسي لسوق العمل ويجب ان تأخذ المهارات والهوايات بعين الاعتبار وان تكون من الشروط المقترحة للقبول في الوظيفة.
"انتقالي من الحياة الجامعية الى الحياة العملية وتحمل مسؤوليات أكبر مني، كان تحدي جدا كبير وبحاول اتأقلم"، هذا ما قالته راما (اسم مستعار) حيث إنها واجهت صعوبة كبيرة في محاولتها للتأقلم مع بيئة العمل وتجاوز العقبات في حياتها العملية. وان توزان بين العمل والدراسة وتعطي لكل شيء حقه على أكمل وجه.
وترى نجمة خالد وهي طالبة قررت ترك الجامعة والتوجه لسوق العمل لمواجهة الظروف الحياتية الصعبة، حيث بدأت العمل كمساعدة طبيبة في عيادة بأحدى مناطق عمان، لتكون عونا لوالديها ونفسها وتعود لاحقا لمقاعد الدراسة.
من جانبه قالت الدكتورة فادية الابراهيم باحثة واخصائية اجتماعية إن الانتقال من الحياة الجامعية إلى الحياة الاجتماعية والعملية تحد بالنسبة للطلا ب الجامعيين، إذ يواجهون تحولا كبيرا في البيئة والمسؤوليات التي يتحملونها. يجب على الطلاب أن يكونوا مستعدين للتعامل مع الحياة الاجتماعية واجوا ء العمل المتغيرة.
وبينت الابراهيم ان الطلاب بحاجة إلى تطوير بعض المهارات والمعرفة للتكيف مع هذه الحياة المعقد ة أهمها، بناء شبكة اجتماعية، تطوير مهارا ت التواصل فالقدرة على التواصل الجيد هي مهارة أساسية في الحيا ة لاجتماعية والعملية، اكتساب الخبرة المهنية وتعلم المرونة والتكيف، فالحياة العملية قد تتطلب من الطلاب التكيف مع التغيرات والمواقف المختلفة.
وأضافت الابراهيم "يجب أن يتذكر الطلاب أن الانتقال من الحياة الجامعية إلى الحيا ة الاجتماعية والعملية يتطلب وقتا وجهدا، وقد يكون هناك تحديات وصعوبات على الطريق.
ومع ذلك، فإن الاستعداد الجيد والتزود بالمهارات المناسبة سيساعدان الطلاب على تجاوز هذه التحديات والنجا ح في حياتهم المهنية والاجتماعية".
بعد جائحة كورونا وما اورثته من خسائر وخلل في سوق العمل الاردني، ما زال مؤشر البطالة في الاردن يرتفع ليتزايد خلال السنوات الثلاث الاخيرة ويفاقم المشكلات الاقتصادية التي يواجهان الشباب.
وأظهر تقرير صادر عن دائرة الإحصاءات العامة في الاردن أن معدل البطالة خلال الربع الأول من عام 2023، وصل 21.9 %، وبينت النتائج أن معدل البطالة كان مرتفعا بين حملة الشهادات الجامعية، حيث بلغ 25.8 % مقارنة بالمستويات التعليمية الأخرى
أشارت النتائج إلى أن 54.9 % من إجمالي المتعطلين هم من حملة الشهادة الثانوية فأعلى.