بدأ يكثر الحديث أخيرا عن نمط تربوي جديد يُعرف بـ"أمهات اللوز"، وهو مصطلح يشير إلى الأمهات المهووسات ببعض المعتقدات الغذائية غير الصحية بل ويقمن بنقلها إلى أطفالهن.

ولعل ما فجّر الجدل بشأن هذا النمط هو الهجوم الذي تلقته النجمة غوينيث بالترو بعد كشفها في مقابلة أخيرا عن الروتين الغذائي الذي تتبعه والذي ينطوي على احتساء القهوة في وجبة الإفطار، مرقة العظم في وجبة الغذاء والخضراوات في العشاء لتعزيز جهود تخليص جسمها من السموم.

وهو ما جعلها محط انتقادات عديدة من جانب رواد منصة "التيك توك" الذين شبهوا نظامها الغذائي بالتجهيزات التي تتم قبيل عملية تنظير القولون مع تأكيدهم أن مرقة العظم لا يمكن اعتبارها وجبة مع قيام أحد مستخدمي المنصة بإطلاق لقب "أم جميع أمهات اللوز" على بالترو.

وتعود جذور مصطلح "أمهات اللوز" إلى فيديو قديم مأخوذ من إحدى حلقات برنامج Real Housewives of Beverly Hills التي ظهرت فيه الأم يولاندا حديد وهي تخبر ابنتها المراهقة آنذاك، جيجي حديد، بأن تتناول القليل من حبات اللوز لتقوي نفسها بعد شعورها بضعف.

وأشار الباحثون إلى أن المصطلح يطلق على الأمهات المهووسات بثقافة أو نمط غذائي غير صحي، بل وينقلن بدورهن تلك العادات المرتبطة باضطرابات الأكل إلى أطفالهن؛ إذ يعلمنهم بذلك أن المظهر أو قوام الجسم النحيف هو ما يعزز من قيمتهم ويجعلهم مقبولين بشكل أكبر في الأخير.

وسرعان ما بدأ يتفاعل كثيرون على تيك توك حول ذلك النمط التربوي الذي تتبعه بعض الأمهات من الناحية الغذائية مع أطفالهن وسرد بعضهن بعض القصص المرتبطة بتأثيرات ذلك عليهم.
اضطرابات الأكل لدى الأمهات تؤثر على الأطفال
المشكلة هي أن هؤلاء الأمهات اللواتي يعرفن بـ"أمهات اللوز" قد يحظرن بعض الأطعمة في بيوتهن لاعتقادهن أنها قد تصيب العائلة بالسمنة. كما أنهن عادة ما يُشعِرن أطفالهن بعدم رضاهن على أجسامهم ويتعاملن مع الطعام على أنه مصدر للسعرات الحرارية وليس مصدرا للتغذية.

وسبق أن وجدت دراسة بحثية أجريت عام 2021 أن احتمالات إصابة الطفل باضطرابات مرتبطة بالأكل قد تعتمد على سلوكيات الأكل لدى الأم وعلى وجهات نظرها المرتبطة بشكل الجسم.

كيفية التصرف مع أمهات اللوز
لسوء الحظ أن الكثير من أنماط اضطرابات الأكل عادة ما تكون مخفية تحت قناع اتجاهات الأكل الصحي. ولهذا يوصي خبراء التغذية بعدم الانصات للمشاهير حين يتعلق الأمر بنصائح الأكل والتغذية؛ لأن محاولة تقليدهم أمر من شأنه أن يزيد من خطر الإصابة باضطرابات الأكل المختلفة.

وكذلك من المهم أن ينتبه الأبناء أنفسهم لأنماط الأكل الخاصة بهم وأن يحاولوا التفريق بين السلوكيات والأنماط الصحية والأخرى غير الصحية، وأخيرا من المهم أيضا متابعة حسابات السوشال ميديا التي تروج لنوعية الأكل الصحي وأنماط التغذية السليمة بما لا يضر بالأمهات أو بالأطفال.