أعياد الماضي والحاضر .. ما الذي بدّل الطقوس في المجتمعات؟

mainThumb

01-07-2023 11:00 AM

printIcon

فاطمة الزهراء - تختلف عادات العيد بين الشعوب، وتتباين طقوسه وتهنئاته التي يتبادلها الأفراد فيما بينهم، ففي المجتمع الواحد بين الماضي والحاضر تجد اختلافًا لطعم العيد وأجوائه، تبعًا لاختلاف الجيل وأحوال الناس وظروف الزمان.

لم يعد العيد هذه الأيام موسمًا للُحمة الأفراد والتزاور وتوطيد العلاقات وصلة الأرحام مثل ذي قبل، فقد كان العيد في الماضي فصلًا بهيجًا يتبادل فيه الأهل والجيران السلام والأكلات ويقضون مع بعضهم أيامه في تعاون على أشغال العيد.

يُبدل الزمن النفوس في المجتمعات ويقلِّبُ الأحوال، وما كان من عادات وتقاليد وإلزام في كثير من الأحيان يبدأ بالتلاشي.

يقول الحاج أبو فؤاد عبد الله إن العيد في الماضي كانت له نكهة خاصة فريدة، تتميز بطابح سمِح "يهب الجيران مع بعضهم إن كان في عيد الأضحى للمساعدة في الذبح والسلخ، وكانوا يتشاركوا في كثير من الأحيان في الأضاحي"، مضيفًا أن الأبواب تبقى مفتوحة من الصباح للعشية والقهوة حاضرة لمن طرق الباب وكعك العيد ضيافة كل من حلّ علينا للتبريكات.

وقالت سميحة علي إن العيد كان فيه بركة وكانت النفوس مرتاحة والناس مجتمعة مع بعضها، وهذا "الهناء" فقده الكثير من الناس مع ضغوط هذه الحياة، "صاروا الناس مشغولين بديونهم وهمومهم وما عادوا عرفوا طعم العيد كيف".

من جانبها قالت ليلى صابر إن العلاقات في هذا العصر اتخذت شكلًا إلكترونيًا جديدًا، وبات الكثير من الناس يكتفون برسالة نصية "وتهنئة باردة" على أحد وسائل التواصل بدل التزاور والتغافر "وهذا قطعًا سيؤثر سلبًا على علاقات الناس وتآزرها وتعاونها".

وفي سياق متصل بيّنت منى أحمد أن عيد اليوم تنقصه نكهة الماضي التي كانت تلُّف أجواء العيد "فالصغار لم يعودوا يلعبون في الشارع وينتظرون ألعاب العيد، وباتت الهواتف شغلهم الشاغل، ولم يعد الكثير من الناس يعدّون الحلويات أو يذبحون الأضاحي، وهذا يفقد العيد طعمه وفرحته".

وأضافت أن كثيرًا من النفوس تبدّلت ولم تعد على سجيّتها، ما يلزم الأفراد بالرسمية وعدم الاندفاع في مشاركة الآخرين هذه الطقوس والتعاون فيها.