تشهد أيَّام التَّشريق الأربعة تناول كميات من اللحوم الحمراء لخصوصية عيد الأضحى المبارك والتي تتميز بنحر الأضاحي.
وفي هذا الصدد، قدَّم الطب والمختصون بالتغذية نصائح عديدة في طريقة تناولها تتفق مع الشريعة الإسلامية؛ وأهمها التوازن والاعتدال وعدم الإفراط في تناولها.
ويبقى الخيار الأمثل لإفادة الجسم وتمتعه بالصِّحة على الدَّوام من منظور أصحاب الاختصاص هو تناول كميات متوازنة من جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها، وتجنب إضافة الدهون خلال الطبخ، والانتباه لنوعيتها ومصدرها.
ورصدت وكالة (بترا) رأي المختصين بمناسبة عيد الأضحى المبارك، والذين أكدوا أنَّ هناك فوائد عديدة لتناول اللحوم الحمراء وفي الوقت نفسه لها مضار إن تمَّ الإفراط بتناولها أو اتباع طرق غير سليمة في طهوها، مستعرضين البدائل الصحية المتاحة، وبخاصة للأشخاص الذين يتَّبعون نمطا غذائيا يعتمد على تلك المصادر النباتية أكثر من الحيوانية.
وبينت اختصاصية التغذية نور كوكش وجوب الحرص على إضافة الخضراوات للوجبات التي تتضمنها اللحوم وذلك لتجنب تناول كميات كبيرة منها، مشيرة إلى أنها تعد مصدرا مهما للبروتين والحديد والزِّنك والفيتامينات مثل B12.
ونبهت لأهمية تخزين اللحوم بطريقة صحية منعا لتكاثر البكتيريا والسموم الغذائية فيها، والابتعاد عن إضافة الدهون خلال عملية طهيها واستخدام الطرق الصحية البديلة لإتمام ذلك.
وقال استشاري أمراض القلب والشرايين والقسطرة العلاجية الدكتور زاهر الكسيح، إنه لا بأس في تناول اللحوم، شريطة أن يترك مرق اللحم ولا يتم تناوله، مشيراً إلى إمكانية استخدام هذا المرق في الطهي بعد التخلص منه لمرتين عند الغليان.
وفضّل أن يتم التخلص من طبقة الدهون المتجمعة على سطح مرق اللحم بعد تبريده، مشيراً إلى أهمية التخلص من الدهن الملتصق باللحم قبل طهيه قدر الإمكان، بوصفها دهون مشبعة يرفع الإكثار منها نسبة الكوليسترول الضار في الدم، ما قد يسبب أمراض الشرايين مع مضي السنوات.
وركز في السياق على أهمية تجنب استخدام الدهون التي وصفها بالسيئة أثناء عملية الطهي كالدهون النباتية التي تتوفر بقوام شبه صلب في حرارة الغرفة وذلك بسبب تعريضها لعنصر الهيدروجين بحيث تصبح دهون متحولة ومهدرجة، وهي أسوء أنواع الدهون على الإطلاق، محبذاً أن يستعاض عنها بزيت الزيتون أو الكانولا أو زيت دوار الشمس، والابتعاد عن استعمال زيت النخيل وجوز الهند.
ونصح الكسيح بأن تكون الحصة الواحدة من اللحم بمقدار نصف الكف ومحاولة استبدال اللحوم الحمراء بالبيضاء، معتبراً الدهون الموجودة في الأسماك من أفضل أنواع الدهون وبالنسبة للحوم نوّه أن الكبد والكلى تحتوي نسبة دهون عالية ويجب الاعتدال في تناولها.
وفرَّقت المدربة الرياضية والخبيرة التغذوية نسرين الطريفي، بين البروتين من مصدر حيواني وذلك الذي نحصل عليه من مصدر نباتي، موصية بالتفكير في بديل عشبي أو نباتي غني بالبروتين والعناصر الغذائية الهامة التي يحتاجها الجسم خاصة بعد التعرف على مخاطر تناول اللّحوم.
واقترحت بدائل للدجاج ولحم الضأن وغيرها من أنواع اللحوم كأن يتم تناول زبدة الفول السوداني بمعدل ملعقتين كبيرتين (8 غم)، وإدراج الحمص، الحليب، البيض، البقوليات، الفطر ،البذور، الشوفان، السبانخ، الخرشوف، الهليون، البروكلي والقرنبيط، وذلك لاحتواء هذه الأطعمة على كميات جيدة من البروتين التي يحتاجه الجسم.
وأوضحت أنَّ الفرق الأساسي بين نوعي البروتين، الحيواني والنباتي، يكمن في أنَّ البروتين الحيواني يعتبر بروتينا كاملا كونه يتضمن كل الأحماض الأمينية الضرورية للجسم، أما البروتين النباتي فهو غير كامل لأنه يقدم للجسم فقط بضع أحماض أمينية، بالإضافة إلى ذلك فالبروتين الحيواني قابل للامتصاص بنسبة 90 بالمئة أما البروتين النباتي فهو قابل للامتصاص بنسبة 60-70 بالمئة، والبروتين الحيواني يحتوي على حديد الدم بينما يعتبر الحديد الموجود في البروتينات النباتية مختلفا.
وقالت إنَّ الأطعمة المنتجة من النباتات ومن الحيوانات تحتوي على البروتين المهم جدا لصحة وبناء الجسم، إلا أن المنتجات الحيوانية الغنية جدا بالبروتين تحتوي أيضا على كميات كبيرة نسبيا من الدهون المشبعة التي قد تسبب أضرارا صحية كثيرة. أما المنتجات النباتية التي تحتوي على البروتين فتحتوي على كميات أقل من الفيتامينات والمعادن.