أكد خبراء اتصالات وتكنولوجيا معلومات أن "الذكاء الاصطناعي" الذي يتطور بسرعة مذهلة يعد بفوائد كبيرة لمختلف القطاعات الاقتصادية والمجتمعات والأفراد على حد سواء.
وقال هؤلاء لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) إن الذكاء الاصطناعي هو قدرة الكمبيوتر أو الروبوت على أداء المهام التي تتطلب عادة ذكاء بشريا، مثل التفكير والتعلم وحل المشكلات، مشيرين الى أن للذكاء الاصطناعي العديد من التطبيقات والفوائد لمختلف قطاعات الأعمال والمجتمع، لكنه يطرح أيضا بعض التحديات والمخاطر على مستقبل العمل والحياة.
وأضافوا، إن الذكاء الاصطناعي هو علم جديد أصبح واقعا في جميع قطاعات الحياة والعلوم والوظائف، في حين يعتقد كثير من الناس أنه قد يحل مكانهم في بعض الوظائف.
وبينوا أن تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف سيكون إيجابيا وسلبيا، متوقعين أن تختفي بعض الوظائف من سوق العمل ويحل محلها الذكاء الاصطناعي.
وقال وزير الاقتصاد الرقمي والريادة أحمد الهناندة، إن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تتطور بسرعة مذهلة وتعِد بفوائد جوهرية لمختلف القطاعات الاقتصادية والمجتمعات والأفراد على حد سواء، كما تعِد هذه التكنولوجيا بتعزيز الإنتاجية وابتكار منتجات وخدمات جديدة سيما في الصناعة والطب والتسويق.
وأضاف، عندما يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في هذه المجالات، يمكن تحسين الجودة وتقليل الأخطاء وتحسين الأداء العام، مشيرا الى أن شركة "أكسنتشر" توقعت أن تزيد إنتاجية العمل بنسبة 40 بالمئة وأن تقل تكلفة العمل بنسبة 60 بالمئة بسبب استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
ووفقا لتقرير عن شركة "ماكينزي" يمكن للذكاء الاصطناعي أن يزيد من الإنتاجية في الصناعات التي تعتمد على العمالة اليدوية، مثل الزراعة والتصنيع بنسبة تصل إلى 20 بالمئة.
وأشار الهناندة الى أن إمكانيات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تسببت بمخاوف من تأثير هذه التكنولوجيا على مستقبل الوظائف في العديد من القطاعات الاقتصادية، بسبب قدرتها على تحليل البيانات بشكل أسرع وأكثر دقة مما يمكن للإنسان القيام به، وبالتالي يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات وتوفير الوقت والجهد في مهام روتينية يجري تنفيذها يدويا، ووفقا لتقرير لجامعة أكسفورد، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون بديلا للعنصر البشري في مجالات تشمل النقل والتخزين والمناولة والتدريب والدعم الفني والإدارة.
وأضاف، لكن في المقابل يمكن للذكاء الاصطناعي استحداث فرص عمل جديدة في مجالات مثل تطوير البرمجيات والتصميم والتطوير التكنولوجي، حيث ذكر تقرير عن منظمة العمل الدولية، أنه يمكن للذكاء الاصطناعي أن يؤدي إلى إيجاد فرص عمل جديدة في مجالات تستخدم التقنيات الحديثة مثل البيانات الضخمة والتحليلات الضوئية والتطبيقات الذكية.
بدوره، قال رئيس قسم الدراسات والأبحاث التنظيمية في هيئة تنظيم قطاع الاتصالات سهل عبنده، إن عدة تقارير عالمية في الآونة الأخيرة أشارت إلى أن التغيير التكنولوجي ودخول تقنية الذكاء الاصطناعي ضمن التطورات الأخيرة في عالم تكنولوجيا المعلومات سيهيمن على سوق الوظائف في المستقبل بشكل كبير، ومن هذه التقارير ما صدر عن بنك الاستثمار "غولدمان-ساكس" من أن تقنيات الذكاء الاصطناعي ستقوم بمهام ربع الوظائف في الولايات المتحدة وأوروبا، لكن هذا قد يعني أيضا وظائف جديدة وانتعاشا في الإنتاجية.
وأضاف، إن بعض المقالات والصحف العالمية أشارت إلى أن الذكاء الاصطناعي يشكل تهديدا لعدد كبير من الوظائف منها بالدرجة الأولى تلك التي تتطلب إجراء محددا ومكررا ليحل مكانها أنظمة تعمل بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
وبين عبنده أن أدوات الذكاء الاصطناعي تحتاج إلى تعلم الآلة كالبشر وتوظيف البيانات ومعالجتها والتنقيب داخلها، وستحتاج أيضا الى وظائف لإدارتها وتوظيفها بالشكل المناسب، إذ يتوقع المنتدى الاقتصادي العالمي أن تستحدث هذه التكنولوجيا 97 مليون وظيفة جديدة بحلول عام 2025، إضافة الى وظائف غير مباشرة مثل الأمن السيبراني وهندسة البيانات وغيرها.