جرش: مزارع الدواجن تواجه خسائر فادحة

mainThumb

18-06-2023 12:58 PM

printIcon

قلة الطلب من الموزعين، وعدم توفر كميات بجودة عالية وأحجام مناسبة تغطي حاجة السوق، بسبب نفوق الدجاج يوميا، أدى لارتفاع أسعار الدجاج، وقد تراجع عدد مزارع الدواجن العاملة في محافظة جرش من 110 مزارع إلى 40 مزرعة.
سلسلة الخسائر المتتالية أجبرت الكثير من المزارعين على إغلاق مزارعهم تجنبا لتراكم مزيد من الديون التي يصعب تسديدها، والتي يقول كثيرون إنها قد تؤدي بهم إلى السجن.

وأكد مزارعون أنهم عجزوا عن حماية الدواجن من الفيروسات التي تنتقل بسرعة، وتقضي على مئات الأطنان يوميا، فيما لم تفلح اللقاحات والمطاعيم في حمايتها.

ويتراوح سعر كيلو الدواجن اللاحم حاليا في أسواق جرش التي تعبر من أكبر المحافظات التي تضم مزارع الدواجن ما بين 175-190 قرشا، وهي أسعار مرتفعة جدا مقارنة بأوضاع المواطنين الاقتصادية، فضلا عن أن هذه الأسعار أعلى من السقوف السعرية التي حددتها وزارة الصناعة والتجارة قبل بضعة شهور بـ165 قرشا للكيلو.

وتسببت الضربات المتتالية لقطاع الدواجن في جرش وتراجع الإنتاج بقطع أرزاق مئات الأسر العاملة في سلسلة إنتاج الدواجن وتوزيعه، ففي وقت كان العاملون يشكلون ما يقل عن 2500 عامل، تراجع العدد ليصل 500 في قطاع هو من أكبر القطاعات العاملة والمنتجة في المحافظة، نظرا لميزات المحافظة البيئية والجغرافية والمناخية التي تتناسب مع مهنة تربية الدواجن.

مزارعو دواجن أكدوا أنهم يتعرضون لخسائر فادحة منذ بداية العام نظرا لإصابة الدواجن بفيروسات بسبب التغيرات الجوية التي تتعرض لها المنطقة، وعدم استقرار الحالة الجوية وتقلبها بشكل مفاجئ وغير متوقع، حتى تحول الفيروس إلى مرض متحور يتأقلم مع التغيرات الجوية ولا تقاومه المطاعيم واللقاحات المتوفرة التي يحرص المزارعون على إعطائها.
من جانبه، قال مربي الدواجن إبراهيم عقيل، وهو المتحدث باسم مزارعي المحافظة، إن عدد المزارع العاملة حاليا لا يتجاوز 40 مزرعة، وهي تعمل لتغطية جزء من التكاليف والديون المتراكمة، لاسيما وأن مئات الأطنان تنفق يوميا بسبب الفيروسات والأمراض، لافتا إلى أن كل مزرعة تنتهي دورة إنتاجها، ومدتها 35 يوما، تغلق وتوقف الإنتاج لحين تحسن الظروف الجوية وتعويض جزء بسيط من خسائرها.

وبين أن إنتاج المزارع لا يتجاوز 400 ألف طير من الدواجن خلال دورة الإنتاج الواحدة، فيما كان الإنتاج لا يقل عن 44 مليون طير في الدورة الواحدة خلال السنوات الماضية، وحاجة الأسواق 22 مليون طير في الدورة الواحدة، ما انعكس على الأسعار.

وأوضح أن الطلب على الدواجن متواضع مقارنة مع حاجة الأسواق، لاسيما وان الأسعار مرتفعة جدا بالنسبة للمواطنين، ومنخفضة جدا بالنسبة للمزارعين، فهي لا تغطي تكاليف الإنتاج، حيث وصلت تكاليف تربية الدجاجة الواحدة لأكثر من دينارين ونص الدينار، ويتم توزيعها بأوزان صغيرة غير مرغوبة بالأسواق.

وأكد المزارعون أن المنخفضات الجوية التي تتعرض لها المنطقة هذه الفترة، وعلى غير العادة، تسبب انتشار فيروس بين الدواجن ما يؤدي لنفوقها بسرعة كبيرة، وقد تعرضت العشرات من المزارع لهذا الفيروس منذ أربعة أشهر، ما شكل صدمة للمزارعين.

وأكدوا أن حالات النفوق مستمرة رغم قيام المزارعين باتخاذ أشد التدابير من زيادة التدفئة والتعقيم وزيادة إنتاج الفراخ في سبيل إنقاذ موسمهم من المزيد من الخسائر، ولكن دون جدوى، خاصة أن التقلبات الجوية كبيرة والفروقات بين درجات الحرارة أعلى من الحدود المسموح فيها.

ويرى المزارع عقيل أن خسائر مزارعي الدواجن في جرش تقدر بمئات الآلاف، وقد اضطروا إلى ترك مزارعهم وهجرها تجنبا لمزيد من الخسائر وتراكم الديون التي ستثقل كاهلهم.

وكان أصحاب مزارع "الدجاج اللاحم" يعولون على الصيف من أجل تعويض ما فاتهم خلال فترة توقفهم عن العمل مع دخول فصل الشتاء، لتفادي أي خسائر نتيجة ارتفاع كلف تربية الدجاج اللاحم خلال الشتاء، إلا أن التقلبات الجوية وما رافقها من فيروسات متحورة حرمتهم من ذلك.

بدوره، قال التاجر عبد الباسط المصري إن كمية الدواجن الموردة لغاية الآن إلى الأسواق متواضعة جدا، وتتم على دفعات بسيطة بالكاد تغطي حاجة 5 % من الاستهلاك، ومحال الدواجن تعمل ساعة أو ساعتين باليوم الواحد لعدم توفر الدواجن، بينما يحول ارتفاع الأسعار دون استهلاك المواطن.