يواجه الأشخاص الذين يسهرون حتى وقت متأخر من الليل خطر الموت المبكر الناجم عن العادات السيئة التي تتطور أثناء الاستيقاظ لوقت متأخر، حسبما ذكرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية نقلا عن دراسة جديدة.
وأظهرت الدراسة التي نشرت، الجمعة، بمجلة "كرونوبيولوجي إنترناشيونال" الفنلندية أن الذين يفضلون الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ متأخرا، وهو النمط الزمني للنوم المعروف باسم "بومة الليل" (nigh owl)، قد يموتون مبكرا بسبب عادات سيئة تتطور أثناء السهر مثل التدخين وتعاطي الكحول.
ووجدت الدراسة أن نمط "بومة الليل" يزيد من خطر الموت المبكر لدى الإنسان بنحو 9 بالمئة مقارنة بالأشخاص الصباحيين الذين يطلق عليهم "الطيور المبكرة" (early birds)، بحسب موقع
واتبعت الدراسة الجديدة ما يقرب من 24 ألف توأم، خلال الفترة بين عامي 1981 و2018، في محاولة لاستكشاف أسباب السلوكيات والأمراض المتعلقة بالصحة.
وطُلب من كل توأم أن يختار إجابة واحدة من الأسئلة التالية: من الواضح أنني شخص صباحي، أنا شخص صباحي إلى حد ما، من الواضح أنني شخص مسائي، أو أنا شخص مسائي إلى حد ما.
بالنسبة للدراسة الجديدة التي جاءت استكمالا لدراسة سابقة، نظر الباحثون في سجلات وفاة مجموعة فرعية (8728 مشاركا) من الدراسة الأصلية.
وجاءت بعد تعديل البيانات لمراعاة المستوى التعليمي وتعاطي الكحول، والتدخين ومستوى كتلة الجسم ومدة النوم.
وقال الطبيب بمركز طب النوم في "مايو كلينك"، بهانو براكاش كولا، الذي لم يشارك في الدراسة: "لقد عرفنا منذ فترة طويلة أن أولئك الذين يفضلون السهر هم أكثر عرضة للإدمان على الكحول ولديهم اضطراب في تعاطيه، كما أنهم أكثر عرضة لاستخدام مواد أخرى بما في ذلك التبغ".
ومع ذلك، فإن خطر الوفاة المبكرة بنسبة 9 بالمئة يشكل أمرا كبيرا، كما قال كولا، مما يترك مجالا لأسباب أخرى يمكن أن تزيد من خطر الوفاة.
وأضاف أنه "من بين الأسباب المحتملة الأخرى هو حاجة الأشخاص الذين يسهرون ليلا إلى الاستيقاظ مبكرا للعمل أو المدرسة، وبالتالي يحصلون على قسط أقل من النوم ما يزيد المخاطر".
وأظهرت الأبحاث السابقة أن "بومة الليل" قد يكون أكثر عرضة للإصابة بأمراض مزمنة.
ووجدت دراسة، أجريت عام 2022، أن الأشخاص الذين يفضلون السهر ليلا لديهم مستويات لياقة بدنية أقل ومعدل حرق أقل للدهون أثناء الراحة والنشاط مقارنة بـ "الطيور المبكرة".
وأظهرت الدراسة أن "بومة الليل" أكثر عرضة لمقاومة الأنسولين، مما يعني أن عضلاتهم تتطلب المزيد من الأنسولين حتى يتمكنوا من الحصول على الطاقة التي يحتاجونها.