أشهر الأكاديمي والكاتب الدكتور ابراهيم السعافين، كتابه "سلالة السنديان" الذي يتحدث فيه عن سيرته الذاتية، مساء أمس الاثنين في منتدى عبد الحميد شومان بعمان، وسط حضور جمع من المثقفين والأكاديميين.
وأدار حفل إشهار الكتاب الصادر عن الدار الأهلية للنشر والتوزيع، الشاعر زهير أبو شايب.
وقالت أستاذة النقد الأدبي الحديث في جامعة البترا، الدكتورة رزان ابراهيم، أن سيرة "سلالة السنديان" نجحت في خلق نوع من أنواع المشاركة الوجدانية مع قارئها، تحققت معها الوظيفة التواصلية التي تسعى إليها السيرة، حيث أن صاحبها من أولئك الذين قرروا أن يحدثوا فرقاً في حياتهم، وأن يجعلوها ذات قيمة عبر غايات وأغراض ظلت في حالة من التطوير المستمر، ليظهر سر الوجود البشري الذي يجعل الحياة ذات مغزى وجديرة بأن تعاش، ليبقى في نهاية المطاف أن الاستمرار في الحلم، هو استمرار في الحياة.
من جانبه، استرجع، رئيس قسم اللغة العربية في جامعة آل البيت، الدكتور نارت قاخون، ذكرياته مع السعافين أثناء تحضيره لنيل درجتي الماجستير والدكتوراه، مبيناً الأثر الرفيع الذي تركه المؤلف على حياته الأدبية.
وبين قاخون، أن السعافين في سيرته، كان شفيفاً إذ تجد لرفقائه وزملائه أثراً واضحاً وكأنهم أبطال هذه السيرة، في تخل واضح عن "أنا كتاب السيرة العاديين الذين يضخمون الأمور".
وقال "تتدفق في سيرة "سلالة السنديان" شعرية هامة وسرد سلس بديع، ولو لم يكتب على أغلافها أنها سيرة ذاتية، لقلنا أنها رواية تتقاطع مع سيرة الكاتب في نشأته وحياته".
وأضاف "في مقام الإشهار والإعلان عن الكتاب، ليس مطلوباً أن نقدم ما يغني القارئ عن مطالعة الكتاب، بل ما يغري لقراءته، فهذا الكتاب رحلة وطن ورحلة مؤسسات، فيه ما يعجب وما يريح النفس، رغم أن السعافين، كان يختصر الكلام على ما حققه من إنجازات أدبية رفيعة".
بدوره، لفت رئيس قسم اللغة العربية في جامعة اليرموك، الدكتور بسام قطوس، النظر إلى سيرة السعافين الذاتية، معتبراً أنها نوع مركب من الأدب، لأنه يحاول التوفيق بين الحقيقة والخيال، الواقع المعيش ومحاولة تخييله، فهي ليست رواية رغم أنها تروي قصة صاحبها الذي يحاول جاهداً التوفيق بين شغف الإنسان بالحقيقة، وحنينه الدائم للخيال.
وأضاف قطوس "توثقت بيني وبين السعافين، علاقة استلطاف أثناء مزاملتي له في قسم اللغة العربية، سرعان ما تحولت إلى صداقة فمحبة دائمة. لقد عرفت في السعافين طيلة زمالتي معه، ومن خلال عديد المؤتمرات العلمية التي جمعتنا، وقبل أن ينتقل إلى الجامعة الأردنية، الأستاذ الصادق والأكاديمي الصارم، والوجه المبتسم المتفائل، نزر الكلام إلا حين تبادره بالسؤال فلا يبخل عليك، فهو متعدد الجوانب والمواهب ابداعياً، وهو أمر قلما يتحصل للآخرين".
وكان أبو شايب، قد أشار في تقديمه للحفل، إلى أن سيرة السعافين الذاتية، تضيء على جانبي الغابة: الجانب الذي تأكله النار، والجانب الذي ينبت وينبت ولا تقدر النار على خضرته العجيبة.
وقال "أراد السعافين بكل ما تمتاز به شخصيته من الدماثة والتواضع والرحمانية والشفافية والعلم، أن يقف وراء سيرته لا فيها، أراد أن يلفت انتباه المتلقي إلى السلالة التي "تشرق من كل أفق"، على الرغم من كل ما يتهددها من عتمات".