نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا حول ردة فعل أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب على توجيه اتهامات له، وقالت إن كلامهم أثار مخاوف الخبراء.
فقد صوّر حلفاء الرئيس السابق، توجيه تهم له، بأنه إعلان حرب ودعوا للانتقام.
وأضافت الصحيفة أن توجيه السلطات الفدرالية تهما لترامب، أطلق العنان لدعوات عنف وانتفاضة من قبل أنصاره، مما أثار قلق المراقبين وزاد مستوى المناخ الخطير عندما يذهب الرئيس السابق إلى المحكمة يوم الثلاثاء في ميامي.
ففي منشورات على منصات التواصل الاجتماعي وتعليقات عامة من مقربي ترامب، بمن فيهم أعضاء في الكونغرس، صوّروا الاتهامات بأنها إعلان حرب، وطالبوا بالانتقام، مشيرين إلى أن معظم قاعدته هم من حملة السلاح. وأشار حلفاء ترامب إلى أنه ضحية لوزارة العدل التي باتت تُستخدم كسلاح، ويسيطر عليها جو بايدن، منافس ترامب المحتمل في انتخابات 2024.
وحذر خبراء العنف السياسي من أن الهجمات ضد أفراد أو مؤسسات تصبح ممكنة عندما تصدر شخصيات سياسية منتخبة ورموز إعلامية، تهديدات بدون خوف من المحاسبة. فقد هاجم الرعاع الكونغرس في 6 كانون الثاني/ يناير بعد تغريدة على تويتر لترامب، ووعد بأن التجمع سيكون “متوحشا”.
وأبلغ الرئيس السابق، الرأي العام بالتهم مساء الخميس عبر سلسلة من المنشورات على منصة التواصل الاجتماعي التابعة له، وهاجم وزارة العدل، واصفا الاتهامات بأنها “أعظم عملية تصيد في كل الأوقات”.
وفي تغريدة كتبها يوم الجمعة، النائبُ الجمهوري عن أريزونا، أندي بيغز، قال: “العين بالعين”، وجاءت تغريدته بعدما تحدث المستشار الخاص، جاك سميث، لأول مرة منذ توليه مهمة التحقيق في الأوراق السرية التي أخذها ترامب معه عند مغادرته البيت الأبيض.
وفي جورجيا، أكدت كاري ليك، من تجمع الجمهوريين والتي رفضت الاعتراف بهزيمتها في انتخابات حاكم ولاية أريزونا عام 2022، أن أنصار ترامب هم من حملة السلاح. وقالت: “لدي الليلة رسالة لغارلاند ميريك وجاك سميث وجو بايدن والرجال في الإعلام المزيف، عليكم الاستماع جيدا، وهذه رسالة لكم، لو أردتم الوصول لترامب، فعليكم الوصول إليه من خلالي ومن خلال 75 مليون أمريكي مثلي. وأريد إخباركم أن معظمنا لديه بطاقة العضوية في أن أر إي”، في إشارة لجمعية البنادق الوطنية. وقالت كاري: “هذا ليس تهديدا، ولكنه إعلان عام”.
وقال علماء العنف السياسي، إن اللغة التهديدية التي تصدر عن شخصيات مهمة، تصبح جزءا من خطاب العنف المقبول، ولم يتم الحد منها، حتى ولو لم تؤد إلى عنف جسدي. وقالت المسؤولة السابقة في وزارة العدل ماري ماكورد: “حتى هذا الوقت، لم تتم محاسبة الساسة الذين استخدموا خطابا دفع الناس للعنف.. وحتى يحدث ذلك، فهناك رادع قليل لمنع استخدام هذا النوع من اللغة”.
واستخدم رموز في اليمين المتطرف، لغة أكثر تخويفا. ففي برنامج بيت سانتيلي، أعلن المحرض المحافظ، أنه لو كان قائدا لقوات المارينز، لأمر “كل جندي” للإمساك بالرئيس بايدن “ورميه مقيدا بقيود بلاستيكية في شاحنة بيك أب وسحبه من البيت الأبيض”.
وقال أحد ضيوفه، لانس ميلياتشيو، إنه لو كان محاميا ولديه منفذ، لقام “على الأرجح بالمضي وإطلاق النار” على رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مايك ميلي، والذي اعتبره ترامب واحدا من أعدائه.
وبالمقارنة مع الاتهامات التي وجّهها مدعي عام مانهاتن، ألفين براغ، في آذار/مارس لترامب، فقد أدت الاتهامات الأخيرة من وزارة العدل إلى تهديدات واضحة وقوية. وبعد الاتهامات مباشرة، نشر ترامب مقالا على “تروث سوشال” المنصة التي يملكها، مع صورة له وهو يحمل مضرب بيسبول في يد، وصورة “براغ” إلى جانبها.
وفي يوم السبت، أصدر ترامب أول تعليق له على اتهامات وزارة العدل، ووصف الذين يحققون فيه بأنهم يمارسون عليه “اضطهادا جنونيا”. وتلقى مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) أكبر نقد من المشرعين الجمهوريين وأنصار الرئيس السابق.
وفي أعقاب التحزب الواضح، تحدث الضباط الميدانيون في “أف بي آي” عن تهديدات تتعلق بعناصرهم أو مكاتبهم في واشنطن. وتقوم قوات حفظ النظام بتقييم التهديدات التي يتعرض لها عناصر “أف بي آي” حول البلاد.
وبعيدا عن التحضيرات التي ستقوم بها قوات الأمن، وما سيحدث يوم ظهور ترامب للمحاكمة في ميامي، إلا أن التهديدات لن تتوقف، وستصبح القضية جزءا من حملات الرئاسة 2024.
وعلق تيموتس جي هيفي، المحقق الأبرز في لجنة مجلس النواب المختارة، التي تحقق في أحداث 6 كانون الثاني/ يناير، والهجوم على الكونغرس، وجهود ترامب للبقاء في البيت الأبيض، وعدم الاعتراف بنتائج الانتخابات، قال: “الخطاب له تداعياته.. مَن تمت مقابلتهم في أحداث 6 كانون الثاني/ يناير، قالوا إنهم جاءوا إلى الكونغرس لأن الساسة والرئيس طلبوا منهم أن يكونوا هناك”.
مضيفا: “يعتقد الساسة أنهم عندما يطلقون تصريحات، فهي مجرد كلام. إلا أن الناس تستمع إليها وتأخذها على محمل الجد. وفي هذا المناخ على الساسة التحلي بنوع من المسؤولية”.
ويوم السبت، نشر ترامب فيديو على إنستغرام، دمج فيه صورا له وهو يلعب الغولف، وصورة متحركة لكرة غولف تضرب بايدن على رأسه مع صور لبايدن عندما وقع على الأرض في مناسبة عامة قبل أيام.
وهذه ليست أول مرة يدعو فيه رموز من اليمين إلى الحرب أو العنف، أو أول مرة يدعو فيها ترامب أنصاره للحشد نيابة عنه.
فقبل أيام من الهجوم على الكونغرس، كانت فكرة الحرب الأهلية جزءا من خطاب المتطرفين، فقد تحدث كل من ستيوارت رودز، مؤسس ميليشيا “أوث كيبرز” وإنريكي تاريو، من براود بويز، عن العنف المطهّر للثورة الأمريكية.
وعلى مواقع الإنترنت، ناقش المتعاطفون مع اليمين المتطرف الأساليب والطرق لمهاجمة البنايات العامة، وتحدثوا عن بناء مشانق وحجز الساسة في أنفاق. وتشبه لغة الحرب الحالية، تلك التي انتشرت عندما قام “أف بي آي” الصيف الماضي لتفتيش مقر إقامة ترامب في مار-إي- لاغو بفلوريدا، بحثا عن وثائق سرية. وكتبت في حينه غيتوي بونديت، المؤيدة لترامب: “هذا يعني الحرب”