سهم محمد العبادي
ما زالت الأفراح تعم أرجاء المملكة بعيد الاستقلال وزفاف ولي العهد، وكانت باكورة هذه الاحتفالات قد انطلقت قبل الموعد المحدد فرحا وحبا بصاحب العرس وولي عهده العريس، وعلى كلمات "يا محلا شوفتك والناس ملتمة " حضر الملك في مضارب بني هاشم بين ضيوفه، ورحب بالجميع سواء بتجواله بين بينهم أو من خلال كلمته الترحيبية والتي تحتاج إلى كتابات عديدة لتحليل ما جاء فيها من وصايا لابنه العريس أو من اعتزاز بهذا الوطن وأهله أو حتى بفرحه بزفاف ابنه، وأهلي وعشيرتي كانت عبارته التي جعلت مننا أصحاب العرس أيضا، "والناس ملتمة " كانت شوفة الملك فرحا بحد ذاتها، وبادلناه الفرح بالفرح، وشاهدنا فرح الأب على تقاسيم وجهه بوجوده بيننا في المضارب العامرة.
كثير من الزملاء وغيرهم كتبوا عن الزفاف الملكي الأسطوري، الذي عبرنا فيه كمواطنين عن محبتنا وفرحنا لأميرنا بزفافه الميمون، والذي لم يخاطبنا يوم في كل لقاءاته إلا بأهلي وإخواني فكانت فرحتنا به فرحة الأهل وإخوانه.
امتداد أفراح الوطن باستقلاله وزفاف عريسه لم تتوقف حتى الآن، فأول من أمس دعانا الشيخ زياد الفقير البلاونة إلى مشاركته وأبناء البلاونة ومنطقة الكريمة أفراحهم بعيد الاستقلال وزفاف ولي العهد.
كعادتهم أبناء البلاونة، اصطفوا جميعا لاستقبال الضيوف الذين تم دعوتهم بكل محبة وترحاب، ترحاب أهل فرح ومظاهر الزينة والفرح بعريس المملكة وولي العهد غطت على كل المكان بجمالها، وإن كان ولي العهد غائبا، إلا أنه كان في قلوب أبناء البلاونة وضيوفهم، وبحسب العادات والتقاليد الأردنية وبحضور المئات من مختلف الأعمار، جاء الترحيب من المعزب الشيخ أبا صدام باسمه وأقربائه وسكان الكريمة والأغوار ككل، تلا ذلك عددا من الكلمات التي حملت أسمى معاني الود والوفاء، ثم الدعوة لتناول مأدبة الطعام العرمرمية لكافة الحضور وبكرم الضيافة والأصالة الأردنية.
هذه الفرحة وما تبعها من مراسم خلال احتفال أبناء البلاونة وضيوفهم بفرح الحسين، لم يكن وليد اللحظة أو مجرد مجاملة، بل كانت فرحة نابعة من القلوب، فرحا أردنيا بكل معاني الكلمة، عبر خلاله الحضور عن أمانيهم بأن يحفظ الله هذا الوطن وأهله وقيادته وأن يديم الأفراح على الوطن.
أبناء البلاونة والكريمة ككل، اثبتوا أنهم مدارس وطنية بالانتماء لثرى هذا الوطن والولاء لقيادته، وأنهم من جسد هذا الشعب العظيم وسندا له، ولقد كان لكلمات الحضور وفرحهم رسائل كبيرة ومعان ومضامين ومدارس وطنية تشع حبا بهذا الوطن ومحافظة على عاداته وتقاليده، رغم كافة الظروف التي يعيشها أبناء الشعب الأردني، إلا أن الفرح ومساحته لديهم أكبر من كل الظروف، لان صاحب الفرح مكانه عندهم مكان القلب والروح.
شكرا للكريمة والبلاونة التي تزينت مناطقهم بكل هذا الجمال الأردني الأصيل فرحا وحبا، وشكرا للشيخ زياد الفقير البلاونة "أبو صدام" على هذه الأمسية الأردنية والأفراح الوطنية التي عشناها بمعيتكم وبمعية أبناء العمومة البلاونة النشامى والوطن، فقد عشنا معكم وبمعية كل الكريمة يوم فرح وطني أردني بامتياز نسأل الله أن يديم الفرح، كفيتم ووفيتم .