بينما تتعرض مساحات شاسعة من غابات كندا لحرائق "مدمرة" وفق وصف السلطات، تهدد ألسنة اللهب المتنقلة بسرعة غابات الولايات المتحدة، المتاخمة لها.
وتعد الولايات المتحدة نفسها، موطنا لغابات هي الأكثر كثافة في العالم، وتتعرض مساحات منها للحرائق كل عام.
وتتوقع حكومة كندا استمرار "نشاط حرائق أعلى من المعتاد" طوال موسم حرائق الغابات والذي يستمر عادة في الفترة بين إبريل وسبتمبر، بسبب مجموعة من الظروف مثل الجفاف، ودرجات الحرارة المرتفعة، وفق صحيفة "واشنطن بوست".
والتهديد الآتي من كندا، دفع بسلطات بعض الولايات الأميركية، من نيويورك إلى مينيسوتا إلى إصدار تنبيهات خاصة وحث الناس على البقاء في منازلهم وارتداء أقنعة لحماية أنفسهم من الجسيمات الدقيقة السامة المحمّلة في الهواء نتيجة الدخان الذي بدأ يصل من البلد الجار.
أين وصلت الحرائق؟
هناك 423 حريقا نشطا في جميع أنحاء كندا، 246 منها خارجة عن السيطرة، وفقًا لمركز حرائق الغابات الكندي.
والمقاطعة الأكثر تضررا هي كيبيك، حيث تم تسجيل 154 حريقا حتى الآن.
وهناك أيضا 70 حريقا نشطا في ألبرتا، التي أعلنت أعلى مستوى من التأهب، و 68 في كولومبيا البريطانية.
وتم تسجيل 20 من 45 حريقا جديدا، الثلاثاء، خصوصا في أونتاريو، وفقا لإحصاءات المركز ذاته.
أما المقاطعات الشرقية مثل نيوفاوندلاند، ولابرادور، ونيو برونزويك، وإقليم يوكون، في الغرب، قد نجت من معظم الحرائق.
وكما هو الحال في الولايات المتحدة، كان تأثير الحرائق محسوسا خارج المناطق الأكثر تضررا: لا سيما في يلوناي (Yellowknife ) عاصمة الأقاليم الشمالية الغربية، ومدينة فورت سميث، التي تقع على الحدود مع ألبرتا.
إلى ذلك، من المتوقع أيضا أن تنضم العاصمة الكندية، أوتاوا، ومدينة مونتريال إلى المناطق ذات "المخاطر العالية" الأربعاء، وفق الصحيفة ذاتها.
ما الذي تسبب في حرائق الغابات؟
تبدأ حرائق الغابات عادة إما بالبرق أو بسبب تدخل بشري، مثل أن يلقي شخص ما سيجارة مشتعلة على الأرض في غابة، أو يشعل نارًا في مكان قريب.
تزداد احتمالية حدوث الحرائق عندما تكون الأرض جافة ويكون الهواء ساخنًا، ولهذا السبب يستمر موسم حرائق الغابات عادةً طوال فصل الصيف، بينما يلعب تغير المناخ دورا أيضا، مما يؤدي إلى فترات طويلة من الظروف الحارة و تفاقم الجفاف.
واشتدت حدة الحرائق الكندية "غير المسبوقة" بفعل حرارة قياسية وتغير مناخي
وضع غير مسبوق
هذا العام، شهدت ألبرتا ونوفا سكوشا وكيبيك حرارة قياسية.
وسجلت بعض أجزاء ألبرتا حرارة أعلى بـ 7 درجات مئوية الشهر الماضي عن المعدلات في شهر مايو.
وتضررت منطقة المحيط الأطلسي بكندا بشدة من الجفاف منذ فبراير، حيث سجلت أجزاء من المنطقة "أبريل الأكثر جفافا على الإطلاق"، وفقا للسلطات.
وتعد حرائق الغابات في كندا وغرب الولايات المتحدة خلال فصل الصيف طبيعية إلى حد ما، ولكن انتشارها هذه السنة على نطاق واسع في أواخر مايو حتى يونيو، "يعد سابقة" إذ أن كمية الدخان التي وصلت إلى شمال شرق الولايات المتحدة، تعد استثنائية.
ما مدى الضرر على صحة الإنسان؟
كانت جودة الهواء في الولايات الشرقية والشمالية الشرقية من الولايات المتحدة، هي الأسوء، الأربعاء، وفقا لبيانات وكالة حماية البيئة.
وشمل ذلك، تلوث الهواء بالجسيمات المتنقلة خصوصا في منطقة نهر سسكويهانا، في بنسلفانيا، ومقاطعة نيو كاسل، ومقاطعة كينت وكذا مقاطعة ساسكس، ومنطقة وسط نيويورك.
من المعروف أن التعرض المستمر لمستويات عالية من الجسيمات الدقيقة التي ينقلها دخان حرائق الغابات يؤذي الإنسان، إذ يمكن أن يسبب تهيج العين والحلق والجيوب الأنفية، مما يجعل الناس يسعلون ويصعب عليهم التنفس بشكل طبيعي.
تسبب الجسيمات المزيد من المخاطر في الفئات الضعيفة مثل كبار السن والنساء الحوامل والمرضى، كما يمكن أن يؤدي إلى تفاقم أمراض القلب والرئة الموجودة لدى الأشخاص.
كيفية الاستعداد لحرائق الغابات؟
توصي الحكومات الأشخاص الذين يعيشون في مناطق الخطر المحتمل بإزالة الأغصان الجافة والأوراق حول بيوتهم، والتحقق من عدم تلف أجهزة إنذار الحريق الخاصة بهم.
قبل اندلاع أي حريق، من المهم أيضا التأكد من وجود وقود كاف في السيارة للابتعاد في وقت سريع.
وخلال حالة الطوارئ، لا بد من الاطلاع على الأخبار من وسائل الإعلام المحلية والمسؤولين، والاتصال بأرقام الطوارئ للإبلاغ عن أي حريق يقترب من منزلك، كما تقول السلطات، وفق ما نقلت الصحيفة الأميركية.