مع اقتراب نهاية الفصل الدراسي الثاني، عادت ظاهرة تمزيق الكتب المدرسية الى الواجهة، بالرغم من حرص وزارة التربية والتعليم على تنفيذ خطتها لاسترداد هذه الكتب.
وتجسد هذه الظاهرة وفقاً لمن يمارسها، نوعاً من الفرحة بالانتهاء من فترة الامتحانات، وقد تكون ايضا إعلانا بانتهاء الامتحانات واحتفالا ببدء العطلة.
وكانت الوزارة في وقت سابق ألزمت الطلبة في الصفوف من الرابع وحتى العاشر الأساسي بإعادة تسليم كتبهم باستثناء كتب التمارين إلى مدارسهم، تحت طائلة تغريمهم ثمنها في حال عدم اعادتها سليمة.
وتمثل هذه السلوكيات التي تشهدها بعض باحات المدارس ظاهرة لا تخلو من الاستنكار، إذ يعد تمزيق الكتب سلوكا مستهجنا ويثير الاستياء.
وتتكرر هذه الظاهرة سنويا حيث يتجمع عدد من الطلاب داخل الصفوف أو خارجها ويبدأون بتمزيق الكتب التي تم توزيعها عليهم في بداية العام الدراسي.
يقول استاذ علم الاجتماع د. حسين الخزاعي إن هذا السلوك ليس محصوراً في الأردن فحسب، بل يشهده العديد من البلدان حول العالم، ويعكس ضرورة العمل على تعزيز الوعي والتربية الصحيحة في المدارس، وتحفيز الطلاب على الاحترام والتقدير للمعرفة والثقافة والعلم.
ويضيف بأن على الجهات المعنية والمجتمع بأسره العمل على تعزيز قيم الاحترام والتقدير للمعرفة والعلم، وتنمية الوعي الثقافي والتربوي لدى الطلاب، وإيجاد الحلول اللازمة لمثل هذه الأفعال السلبية.
أما التربوي د. اشرف عليمات فيرى أن ظاهرة تمزيق الكتب ناجمة عن الارهاق النفسي الذي يشعر به الطلبة بعد فترة طويلة من الدراسة والاستعداد للامتحانات.
ويوضح عليمات أن بعض الطلبة قد يرى في الكتب المدرسية عائقاً في حياته اليومية، خاصةً إذا كان يعاني من ضغط الدراسة، لذا يلجأ للتخلص من هذه الكتب للحصول على الراحة النفسية.
من جهتها، تشدد وزارة التربية والتعليم على استنكارها ورفضها لهذا السلوك الذي يعكس غياب الوعي والتربية الصحيحة، مؤكدةً أنها ستتخذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم تكراره.
وذكرت الوزارة ان استرداد الكتب يخفض كلفة طباعة الكتب المدرسية، مقدرة قيمة الوفر بـ 20- 25 مليون دينار سنويا، في ظل ارتفاع اثمان الورق والطباعة.
(سرى الضمور - الرأي)