الطعام ليس فقط وسيلة لذيذة لإشباع الشهية، فقد يكون أيضاً دواءً في حالات كثيرة، مثل أنواع مختلفة من الفواكه والخضراوات والبقوليات والمكسرات والبذور والتوابل واللحوم، وهناك منتجات توفر مجموعة فريدة من الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة والعناصر الغذائية التي تمنحك فائدة صحية عند تناولها. وفق موقع health.
وهناك عنصر من التوابل يتمتع بخصائص صحية عديدة، لونه أصفر، ويضاف إلى الأطباق التي تحتوي على الكاري كنكهة أساسية، ألا وهو الكركم.
ويعرف هذا البهار الأصفر على نطاق واسع بأنه: طريقة لإضافة نكهة إلى وجباتك المفضلة أو مكمل غذائي يؤخذ على شكل كبسولات.
ولكن ما الذي أثبتته الدراسات عن فوائد الكركم؟ وهل هناك أي أضرار لإضافة هذا المكون إلى روتينك اليومي؟.
ما الكركم؟
الكركم من عائلة نبتة الزنجبيل نفسها وجذور الكركم تشبه بشكل كبير جذور الزنجبيل، ووفقاً للمركز الوطني للصحة التكميلية والتكاملية، فقد استخدمت هذه النبتة في الماضي كعلاج الأيورفيدية: ممارسة تقليدية تتضمن الأدوية الطبيعية، وفي الهند والصين مساعد لحل المشاكل التنفسية والعضلية، والآن يتناول الكثير من الناس مكملات الكركم لمعالجة بعض الالتهابات. وإنه لا يستخدم فقط كمكمل غذائي، وعلى الرغم من أنه يبدأ على شكل جذر، إلا أنك معتاد على شكله مسحوق أصفر فاقع يباع في البقالات، ويستخدم توابل مع الكاري.
ويعرف الكركومين بأنه مادة كيميائية موجودة بشكل طبيعي في الكركم وهو الذي يعطي الكركم لونه الأصفر وكذلك معظم خصائصه المضادة للإلتهابات.
والعديد من الدراسات التي ستجدها عن فوائد الكركم تجدها تتحدث بشكل شائع عن الكركومين كمكون أساسي فيه.
ومع ذلك، هناك تساؤل ما الفوائد الصحية المتعلقة بهذا المسحوق الأصفر؟.
قد يكون لها خصائص مضادة للأكسدة، إذا لم تكن تعلم شيئاً عن تلف الإجهاد التأكسدي وهذا ما يحدث عندما يكون لديك الكثير من الذرات الحرة في جسدك والتي تعرف بالذرات غير المستقرة في الجسم والتي يمكن أن تؤدي إلى شيخوخة أسرع وأمراض مزمنة وعندما يكون هناك الكثير من هذه المضادات (التي تحارب هذه الذرات) في جسمك ويمكن أن يؤدي إلى ضرر تأكسدي.
ولهذا السبب، هناك إقبال على الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة مثل التوت والخضراوات والمكسرات والحبوب وبعض المنتجات البحرية، ويمكن أيضاً العثور على هذه المضادات في بعض التوابل مثل الكركم.
وللكركم خصائص مضادة للأكسدة، وبالتالي فهو مرتبط بالمساعدة في محاربة الذرات الحرة في الجسم في الحماية من الأمراض مثل تصلب الشرايين والأمراض العصبية وحتى بعض أنواع السرطان.
يحتوي الكركم على مركبات تساعد في تعزيز فقدان الوزن.
اقترحت الدراسات على الحيوانات، أن الكركم يساعد في إنقاص الوزن ويقلل من دهون البطن، وهناك حاجة للمزيد من البحوث كما تشير بعض الدراسات الصغيرة إلى أن الأشكال المتوفرة في الكركمين قد يكون لها تأثير إيجابي على تكوين الجسم.
وأجريت دراسة العام 2015 على الأشخاص الذين يعانون من زيادة في الوزن والذين واجهوا صعوبة في فقدان الوزن أظهر أن المكمل بـ800 ملليغرام من الكركمين لمدة 30 يوماً أدى إلى انخفاض كبير في الوزن ودهون الجسم ومحيط الورك والخصر.
يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بمرض السكري، فقد اقترحت بعض الدراسات أنه قد تكون هناك فائدة من الكركم تتعلق بالوقاية من النوع الأول من السكري والنوع الثاني منه، وأجريت دراسة العام 2009 من برنامج أبحاث مرض السكري والأمراض الوراثية في جامعة أوبرون.
وتمت مقارنة بحث الكركمين مع الدواء المنظم للسكري الشائع المعروف بـ "ميتفورمين"، ووجدت أن الكركمين مضاد أقوى للالتهابات من الدواء الموصوف لخفض الغلوكوز في الدم.
ونشر بحث آخر في العام 2012 اختبرت مكملات الكركمين على مجموعة تتكون من 240 شخصاً يعانون من النوع الأول من السكري، وتم اختيار الأشخاص بشكل عشوائي لتناول كبسولات الكركمين أو كبسولات الدواء الوهمي لمدة تسعة أشهر طور أكثر من 16 % من الأشخاص في مجموعة الدواء الوهمي أصيبوا بمرض السكري من النوع الثاني بالمقارنة بمجموعة دواء الكركمين لم يصابوا به.
ويقول الباحثون: "أظهرت الدراسة أن الكركمين يحسن إنتاج الأنسولين في البنكرياس ويعد مرض السكري نتيجة خلل وظيفي في الخلايا".
ووجد أن الكركم يسبب تلف الكبد في حالات قليلة جداً.
ونشرت دراسة في المجلة الأميركية للطب في تشرين الأول (أكتوبر) من العام 2022، وجد الباحثون أنه على مدى عشرة سنوات ظهرت 16 حالة مختلفة من إصابات الكبد بسبب الكركم، ووفاة شخص واحد وخمس حالات دخول للمستشفى. ولأنها 16 حالة على مدى عشر سنوات تعتبر هذه الحالات نادرة للغاية وهناك حاجة إلى استمرار البحث.
ومع ذلك إذا كنت تشعر أن هناك مشاكل تتعلق بالكبد فيجب عليك التحدث مع الطبيب قبل تناول المزيد من الكركم في طعامك اليومي.